د. كمال مغيث: الدولة بها الكثير من الأدباء ولهم قصص تستحق التدريس.. و«وا إسلاماه» بها مقاطع تزعم أن الأقباط أهل ذمة اتهم مجموعة من الخبراء التربويين وزارة التربية والتعليم باللجوء لسياسة "الترقيع" فيما يتعلق بقضية العنف والتطرف في المناهج الدراسية، وأكدوا أن لجوء الوزارة إلى حذف بعض المشاهد والجمل من دروس منهج اللغة العربية في المراحل المختلفة، وكذلك من القصص التراثية حلول غير تربوية، مشددين على أنه لو كانت هناك بالفعل حاجة ماسة تدعو للحذف، فالأولى أن يتم ذلك بصورة علمية ومنهجية وليس بشكل عشوائي، مشددين على أن الأزمة بشكل عام ليست في المناهج بقدر ما هي في طرق التدريس التي عفا عليها الزمن. وتباينت ردود فعلهم حول المشاهد التي أثارتها النائبة البرلمانية منى منير في رواية "واإسلاماه" التي يتم تدريسها للصف الثانى الثانوي، والتي قد يسيء البعض فهمها لما تحمله من عبارات عنف ومشاهد قتل ودماء. من جهته قال الخبير التربوى الدكتور كمال مُغيث: ما أعلنته وزارة التربية والتعليم عن تعديل قصتى واإسلاماه، وعقبة بن نافع لأنهما تضمان دروسا تدعو إلى العنف والتطرف الدينى بمثابة "ترقيع" وليس مواجهة حقيقية لتلك الأمور، لأنه كان يجب تغيير تلك القصص وإقرار قصص أخرى لتدريسها، حيث إن قصة واإسلاماه بها مقاطع تؤكد أن الأقباط أهل ذمة، وهذا لا يتفق مع الروح الوطنية في العصر الحديث. "مغيث" واصل حديثه قائلا: الدولة بها الكثير من الأدباء ولهم قصص تستحق تدريسها بالمناهج، مثل "يحيى حقي، ونجيب محفوظ، وطه حسين"، ولذلك يجب إلغاء تلك القصص واستبدالها بقصص أفضل منها، كما أن الوزارة تتعامل مع المناهج التعليمية بمبدأ الترقيع، فإذا علمت أنه يوجد جزء بمنهج ما أثار جدل أولياء الأمور وردود فعل الإعلام تعمل فورًا على إلغائه أو تعديله دون دراسة. من جانبه، قال طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق: وفقا للمناهج العالمية يجب تطوير المناهج كل خمس سنوات، وإعادة النظر فيها، لأن ما يجوز تدريسه الآن يختلف عما يمكن تدريسه بعد خمس سنوات، وفيما يتعلق بقصتى"عقبة بن نافع، و"واإسلاماه" فلهما شقان مختلفان، الأول، يجب تدريسهما لمعرفة القصص التراثية والدينية للطالب، أما الشق الثانى فهو أنه يجب مراعاة الفئة العمرية التي تُدرس لها تلك القصص، كما أنه رغم أن هذه القصص والروايات التراثية تفهم في سياقها التاريخي، وأن أحداثها وقعت في زمن ماض، إلا أنه يجب مراعاة الظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية للأجيال القادمة، ولذلك كان الأفضل من ترقيع تلك القصص والقص واللصق أن يتم استبدالها بكتب جديدة. كما أكد أنه يجب على الوزارة، إضافة بعض الشخصيات من العصور الحديثة وتدريسها للطلاب، مثل "أحمد زويل، وفاروق الباز" فهما يستحقان أن يكونا قدوة للشباب. وأشار إلى أن المسئولين بالتعليم يتعاملون مع المناهج بمبدأ الترقيع وسياسة رد الفعل، وبالأخص في آخر عامين، حيث إن الوزارة تتابع نبض الشارع، ورد فعل أولياء الأمور ووسائل الإعلام على بعض الكوارث الموجودة بالمناهج، ثم تصدر قرارات بتعديلها، وهذا لا يجوز استخدامه في المناهج التعليمية. على الجانب الآخر دافع خبير اللغة العربية صلاح الفولى عن مناهج اللغة العربية، وخاصة ما يتعلق بقصتى واإسلاماه وعقبة بن نافع وغيرهما من الروايات التي تحكى وقائع تراثية وتاريخية، موضحا أن من ينتقدون رواية واإسلاماه لا يقرأونها في سياقها التاريخي.. وأكد أن المشاهد التي يراها البعض تدعو للعنف والتطرف إن تم حذفها من سياق الرواية فإن ذلك يخل ببنيتها الدرامية، وهذا الأمر يعلمه تماما النقاد والأدباء المتخصصون، وبدلا من الدعوة إلى الحذف والقص واللصق لابد أن تكون الدعوات موجهة لتحقيق تربية كاملة في المدارس، لأن تلك التربية هي التي تقى الشباب من أي دعوات للعنف والتطرف- حسبما قال. وأكمل: مشاهد القتل في رواية واإسلاماه كثيرة، لأن تلك الفترة كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية مضطربة، وهو ما تعالجه الرواية بشكل أدبي، ومن تلك المشاهد قتل شجرة الدر لعز الدين أيبك، وقيام زوجة أيبك بقتل شجرة الدر انتقاما لزوجها، وقيام بيبرس بقتل قطز، وكذلك مشهد مقتل توران شاه، وغيرها من المشاهد التي تعد من صلب البناء الفنى للرواية، وحذف تلك المشاهد يؤثر تماما على البناء الدرامي، ووصف الداعين لحذف مشاهد العنف بالمفلسين، وأنه بدلا من الحذف عليهم تغيير تلك الروايات التي أكل عليها الدهر وشرب - على حد تعبيره.