كتابات «أحمد ناجى» لا علاقة لها بالابداع أو الأدب أو الكتابة «على باب الله راضى بكل حال».. لسان حال كل «شقيان» في نهار كل يوم جديد، يسعى فيه من أجل الحصول على قوت يومه، ليعود إلى بيته مجبور الخاطر، لكن دائمًا تحمل وجوه «الشقيانين» حكاية وقصة، نرصد في التقرير التالى 5 صور ل«الشقيانين» داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته ال48. «1» عند دخولك أرض معرض الكتاب، يخطف أنظارك رجل عجوز، يمكن أن تصفه ب «كبير الشقيانين»، بوجهه الذي حفر عليه الزمن علامات قسوته، وتذهلك عيونه التي تلمع برضا نادرًا ما نراه، ذهنه شارد يفكر بتمعن في مشقة العمل، بجسده الهزيل، لكنه يسعى في كل صباح من أجل «لقمة العيش» بكل جد وصبر. «2» وعلى بقعة أُخرى من أرض معرض الكتاب، تحديدًا في «سور الأزبكية»، نرى نموذجا مختلفا في عالم «الشقيانين»، وهم ثنائى أصحاب بشرة سمراء، يعزفون سويًا موال الصبر، لايعرفون موعد بدء ولا نهاية للعمل، قلوبهم لا تكن غلًا أو حقدًا، ولا تفارقهم الابتسامة البسيطة التي تحوى الألم. «3» «الرزق على الله»، كلمة يرددها بائعو الكتب داخل «سور الأزبكية» صباح كل يوم، ومنهم الرجل الأربعيني، الذي يجلس على مقعده البسيط داخل الخيمة، في انتظار دخول الزبون الذي يحصل منه على قوت يومه، ويعبر بنظراته الصامتة عن مدى استيائه وغضبه من الحال وما يدور حوله. «4» في مشهد آخر يأخذنا جامع القمامة الذي يمارس عمله مع دقات التاسعة صباحًا، في استقبال زوار المعرض، يتجول في منطقة عمله بالمعرض، وتظهر عليه علامات الإرهاق والتعب، ليقتسم مع زُملاء العمل من «الشقيانين» برَاح الرصيف من أجل قضاء وقت قصير من الراحة، ليعود مجددًا لممارسة مهام عمله. «5» المشهد الأخير لرحلة الشقيانين، كان من نصيب الطفل صاحب السنوات الثمانية، بنظارته التي تجعلك تشعر أنه شاب في الثلاثين من عمره، والذي يحاول بيع الكتب من أجل مشاركة أسرته نفس رحلة العمل اليومية، وتحقيق مكسب بسيط لمساعدتهم، وجهه دائمًا يحمل شفرات يصعب عليك فكها، يستيقظ من نومه في الصباح الباكر بعكس أطفال في نفس عمره، وهو ما جعله حالة فريدة من نوعها، كتب على وجهه شقيان من صغره.