الجمهور يُقلِّب مئات العناوين القديمة وتزايد ملحوظ فى رواد سور الأزبكية رغم تأكيد مسؤولى معرض الكتاب أن الأمور بالمعرض على ما يرام والإقبال عليه يعد جيّدا، فإن المشهد بالمعرض يقول غير ذلك، فبعد مرور أول يومين، والأحداث الإرهابية التى وقعت بمديرية أمن القاهرة وعدد من الأماكن الأخرى بالقاهرة وعدد من المحافظات، ثم أحداث العنف التى جاءت بعدها بيوم واحد، أدت إلى عزوف عدد كبير من الشباب عن المعرض، مع العلم أنهم الفئة الأكثر إقبالا على العرض خلال الأعوام الماضية. الدكتور أحمد مجاهد حرص خلال الأيام الماضية على متابعة معرض الكتاب بنفسه يوميا، والتجوّل بين خيام المعرض المختلفة، بالإضافة إلى تصريحاته التى تؤكد استقرار الوضع داخل المعرض، واستمرار فعاليات المعرض وندواته، وإقبال الزوّار على المعرض وإصداراته الجديدة، ولكن تخلل يوم 25 يناير أيام المعرض بكل ما جرى فيه من أحداث عنف يُشكّل خطرا على بقية أيام المعرض. عدم الإقبال على معرض القاهرة الدولى للكتاب ظهر بشكل واضح من خلال الندوات التى نظّمها المعرض خلال الأيام الماضية، حيث لم يحضر إلا عدد قليل جدا، لم يتجاوز عشرة أشخاص فى أغلب الأحيان، كما اعتذر عدد كبير من المثقفين والسياسيين عن المشاركة بالندوات خلال الإعداد للبرنامج الثقافى للمعرض، بالإضافة إلى اعتذار البعض بعد الإعلان عن البرنامج، بسبب ضعف الإقبال والظروف السياسية غير المستقرة. دور النشر أصدرت عددا كبيرا من الأعمال الجديدة، سواء كانت كتابات شبابية -وهى الغالبة هذا العام- أو إصدارات لكبار الكتّاب سواء فى المجال الأدبى أو السياسى، إلا أن القارئ لم يقبل عليها، بقدر إقباله على الكتب القديمة التى تملأ سور الأزبكية. الزحام الشديد والآلاف الذين كانوا يُقبلون على سور الأزبكية، غابوا هذا العام مثلما غابوا من قبل خلال معرض العام الماضى، إلا أنه بالنظر إلى خيام المعرض المختلفة الخاصة بدور النشر المصرية والعربية وحتى الهيئة العامة للكتاب، تجد سور الأزبكية أفضل حالا بكثير مما عليه بقية دور النشر التى بدأ العاملون بها يشكون من عدم الإقبال مما يسبّب لهم خسائر ضخمة، خصوصا أن الإقبال خلال الأيام الماضية جاء أقل من جميع مستوى التوقعات. ناصر محمد «أحد الباعة بسور الأزبكية» قال إن الإقبال على سور الأزبكية هذا العام أقل كثيرا من الأعوام التى سبقت الثورة، إلا أن الإقبال هذا العام على سور الأزبكية مقارنةً بباقى أجنحة دور النشر يعد جيّدا جدا، فبعض الأجنحة خالٍ تماما من الزوار، منتقدا غياب الأمن خلال الأيام الماضية، قائلا: «التفجيرات اللى حصلت وقّفت حال البلد كلها، بس المعرض اتأثّر أكتر، لأن الناس خايفة يحصل فيه هو كمان تفجيرات، وأنا سمعت فعلا إنهم ممكن يستهدفوه». محمد أضاف أن سور الأزبكية به هذا العام مئات الآلاف من الكتب القديمة المهمة، سواء أكانت أدبية أو سياسية أو اقتصادية أو عن الحاسب الآلى وإدارة الأعمال، وتنتظر القارئ، مشيرا إلى أنه يتمنّى مزيدا من الاستقرار خلال اليومين المقبلين، حتى يمكن للقارئ النزول إلى المعرض والتجوّل بين المكتبات المختلفة دون خوف.