مر يوم 25 يناير بهدوء لم نشهده من قبل منذ عام 2011 في الوقت الذي كان فيه المصريون يتحسسون الخطى في هذا اليوم وأغلبهم كانوا لا يغادرون منازلهم خوفًا من تكرار الأحداث التي عاصروها وحرصًا على حياتهم.. كان هذا اليوم يمثل ذكرى مؤلمة في حياتهم بعد أن شاهدوا أعمال العنف والقتل والتخريب في كل المرافق والمؤسسات الحكومية وما صاحبها من ذعر وخوف على الدولة المصرية التي لم تشهد على مدى تاريخها هذا الجرم الذي وقع في الشارع المصري الذي توجع من كم الممارسات الشيطانية من الجماعة الإرهابية وساعد في تأجيج الأزمة بعض القنوات الفضائية التي قدمت المتآمرين على الدولة بصورة الثوار ثم تبين أنهم مأجورون بعد أن تم كشف خيوط المؤامرة.. لقد كانت ثورة 30 يونيو المجيدة بمثابة طوق النجاة للوطن والمصريين ومازلنا نعاني من تداعيات 2011 حتى الآن مع استمرار الحرب ضد الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن ولا يعرف إنسانية ولا حدودًا. الاحتفال بعيد الشرطة هذا العام له طعم خاص بعد الاستقرار الذي تشهده البلاد وملحمة العطاء والجهد المضني الذي يبذله كل المصريين الشرفاء المؤمنين برسالتهم ولا تلين عزائمهم في القضاء على الإرهاب وبناء الدولة المصرية.. نعم تحقق الاستقرار والأمن والأمان بفضل فتية آمنوا بربهم وبذلوا أرواحهم من أجل أن يحيا الوطن آمنًا مطمئنًا فصاروا شهداء الحق والواجب.. فقدوا أرواحهم واختاروا الشهادة من أجل البقاء على الوطن وعلينا أن نذكرهم في عيدهم الذي جاء هذا العام بشكل يتناسب مع ما قدمه رجال الشرطة الأبطال من شجاعة وفداء من أجل الوطن.. والتاريخ يشهد على أن مصر دائمًا وأبدًا مقبرة للطغاة والغزاة.. نحن نخوض حربًا شرسة ضد أعداء الوطن يستخدم فيها كل الأدوات ويدرك أن وحدتنا وعزيمتنا والوقوف على قلب رجل واحد لن يمكنه من تحقيق مآربهم فعلينا أن نتمسك بوحدتنا وعزيمتنا ونتحمل الصعوبات مهما كانت ولا نلتفت إلى الشائعات التي تبغي زعزعة الاستقرار.. علينا التحلي بالصبر ونتخذ من الشهداء قدوة لنا لتزيدنا قوة في القضاء على الإرهاب.. ولنعلن التحدي لمعالجة كل مشاكلنا الداخلية والعمل على إيجاد الحلول لها، وهو تحدٍ صعب يحتاج إلى تضافر الجهود والقضاء على الفساد الذي استشرى في معظم مفاصل الدولة والنظر إلى المصلحة العامة التي يجب أن تطغى على المصالح الخاصة وأيضًا حسن اختيار المسئولين الذي أصبح بلا معايير.. وبرلمان يؤدي دوره التشريعي والرقابي بجدية تتوافق مع الأولويات التي تصب في صالح الوطن والمواطنين.. نحن ننتظر الغد الذي تشرق فيه شمس يوم جديد.