احتفت الشبكة الثقافية بالإذاعة المصرية، بجمهورية إيطاليا كضيف شرف شهر يناير الجاري، وذلك باستوديو 46 بحضور رئيسة الإذاعة نادية مبروك، ومدير المركز الثقافى الإيطالى والمستشار الثقافي للسفارة الإيطالية في القاهرة الدكتور باولو ساباتينى، ورئيس الشبكة الثقافية الإذاعى شريف عبد الوهاب، وأستاذ اللغة الإيطالية وآدابها عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر الدكتور حسين محمود، ومدير عام إذاعة البرنامج الثقافى محمد إسماعيل، ومديرة عام البرنامج الموسيقى نهلة البقلى والإذاعي ياسر زكى. وخلال لقاء مفتوح، رحبت رئيسة الإذاعة بالمستشار الثقافى لإيطاليا في القاهرة، مؤكدة أن التقارب بين الشعبين الإيطالى والمصرى ضارب في التاريخ بجذوره، وأن السمات والملامح المشترك بينهما تجعل الأواصر القوية سمة مميزة لمستقبليهما، ومن هذه السمات حب الفنون بأنواعها وأصالة وعراقة شعوب حوض البحر المتوسط، وأبدت سعادتها بالتجربة التي تقدمها الشبكة الثقافية والبرنامج الثقافى باستضافة دولة ضيف شرف كل شهر مما يدعم القوة الناعمة المصرية على المستوى الثقافى. وأشار الإذاعى شريف عبد الوهاب إلى أهمية استمرار فكرة الدولة ضيف شرف للشبكة الثقافية دعمًا لتوطيد أواصر التبادل الثقافى مع كافة الحضارات والثقافات وهو الباقى رغم أي خلافات لأنه إنتاج تصنعه الشعوب، وفى السياق فإن إيطاليا ستحل ضيفًا في برامج وفقرات خاصة على خدماتها الإذاعية الثلاث إذاعة البرنامج الأوروبي، والبرنامج الموسيقى والبرنامج الثقافى خلال أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الأخيرة من يناير. وفى اللقاء، أشار حسين محمود إلى أن سعى محمد على باشا إلى ترجمة كتاب الأمير لميكيافيللى، كان بداية جديدة في العصر الحديث للاهتمام بإنتاجات الحضارة الإيطالية التي هي وريثة شرعية للإمبراطورية الرومانية في التاريخ القديم، كما أن مصر الحديثة مزينة بملامح العمارة الإيطالية التي سيطرت على المشهد المعمارى في القاهرة الخديوية والمدن المصرية الأقرب من الساحل الشمالى. وفى المقابل، ذكر محمود حسين كان تأثير الحضارة الإسلامية على الكنائس الإيطالية مما يؤكد الالتقاء بين الحضارتين على مدى التاريخ على عكس ما روّج له بعض الكُتاب الغربيين باسم صدام الحضارات وعلى رأسهم هنتجتون. واعتبر الدكتور باولو أن هذا اللقاء يُعد نقطة انطلاق نحو تعاون أكبر ومثمر للعلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا، وردًا على سؤال عن دور المركز الثقافى الإيطالى في مصر أكد ساباتينى أن المركز يُعد نافذة على إيطاليا في الفن والأدب والآثار والسياحة وعادات الطعام وأنواعه. والمركز كما قال يمكن أن يكون وسيطًا ثقافيًا باختيار ما يتوافق مع جغرافية موقع مصر ومع عادات وتقاليد شعبها، وأشار الدكتور ساباتينى إلى ضرورة أن تسير الثقافة على قدم المساواة مع الاقتصاد وأنه لابد من استعادة الشباب من براثن التكنولوجيا المتطورة ليهتم من جديد بالثقافة بمعناها الشامل وهو ما يحاول المركز الثقافى الإيطالى القيام به في القاهرة. يذكر أن الدكتور باولو ساباتينى رسام ومغنٍ وعازف بيانو وخطاط ومهتم بالآثار لذا فهو يُعرف بمتعدد المواهب كما أنه يجيد الإسبانية والإنجليزية والألمانية وبعض العربية، وعن دراسة مقارنة له بين موناليزا الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشى ورأس نفرتيتى قال إنهما أيقونتان مشهورتان لشخصيتين تاريخيتين متفردتين في الملامح الفردية السطحية بينما التشابه الأبعد يكمن في الانتماء لطبقتين متقاربتين فموناليزا تعود إلى الطبقة البرجوازية ونفرتيتى تعود إلى طبقة ملكية ومن هنا تنبع الانفعالات على وجهيهما التي تنم عن غموض ورقي واحترام واعتزاز بالذات. وألمح ساباتينى إلى معدل ترجمة الأعمال العربية وبخاصة المصرية منها بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل 1988 فارتفعت نسب بيع الروائيات والقصص العربية إلى معدلات عالية، كما كان الحال مع الكاتب الإيطالى الأشهر لويجى برانديللو الفائز بنوبل 1938، وهو يرى في الكاتبين الكبيرين محفوظ وبيراندللو يجسدان الإنسان بمستويات ثلاث شخصية وعائلية ومجتمعية فكان كل منهما تجسيدًا لهذه الأبعاد بما قدماه من إبداعات أدبية. وتحدث الدكتور باولو عن البعثات الأترية في مصر التي يرجع تاريخها إلى عام 1935 وكان من أهم انجازاتها المشاركة في إنقاذ معابد أبو سمبل ودورها في تقطيع الكتل الحجرية وإعادة بنائها واستخدموا في ذلك تقنية التقطيع التي استخدمها الإيطاليون في توسكانا قديمًا وكذلك اكتشافهم المرمر المستخدم تزيين القصور، وأشار إلى أن البعثات الأثرية مازالت تعمل في مختلف المواقع في ربوع مصر. وكان من بين الحضور الباحث الإيطالى ليوناردو الذي حكى عن تجربته في مصر التي جاءها عام 2015 بمنحة من وزارة الخارجية الإيطالية يناير 2015 ليعمل في مجال الطاقة المتجددة والغاز الطبيعى غير أنه عاد مرة أخرى في بداية 2016 ليدرس اللغة العربية ليتنقل بين مدينة ناصر ووسط القاهرة عن طريق المترو والميكروباص فاكتشف ود المصريين وحبهم للحياة وأكد على السمات المشتركة التي وجدها بين الإيطاليين والمصريين وما يجمعهم من ثقافة البحر المتوسط وكان في هذه الإقامة في مصر ضحية الحب الشديد للكشرى والملوخية. وفى نهاية اللقاء سلمت رئيسة الإذاعة نادية مبروك ورئيس الشبكة الثقافية شريف عبد الوهاب درع التكريم للدكتور باولو ساباتينى مدير المركز الثقافى الإيطالى تأكيد لعمق الأواصر الثقافية بين مصر وإيطاليا. وسيذاع اللقاء المفتوح في احتفالية الشبكة الثقافية بإيطاليا ضيف شرف شهر يناير على موجة البرنامج الثقافى يوم الثلاثاء 31 يناير الساعة 12:30 صباحًا لمدة ساعة على موجة 91:5 إف. إم أدار اللقاء، وحاور الضيوف الإذاعي هشام محمود.