سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصير «مذيعي ثورة يناير».. ريم ماجد تختفي في ظروف غامضة.. يسري فودة يختار الهجرة.. محمود سعد بعد توقف «آخر النهار»: أكتفي بهذا القدر.. وإبراهيم عيسى: اللحظة مناسبة للتوقف
استقبل الإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص، نبأ ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، بشيء من التباين الواضح، فبينما سخر نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وقتها آلته الإعلامية الصاخبة لتشويه الثورة، كانت هناك بعض الأصوات النشاذ التي خرجت على الخط المرسوم، وانحازت لهتافات الشباب في ميدان التحرير، ودافعت عن ثورتهم المجيدة منذ اندلعت شرارتها الأولى وحتى الرمق الأخير. اللافت في الأمر أنه بعد مرور ست سنوات على "يناير"، لم يعد يتبقى من هذه الأصوات على الساحة الإعلامية ربما سوى اسم أو اثنين على الأكثر، إذ اختفى بعضها في ظروف غامضة، وآثر بعضها الآخر الانسحاب من المشهد، فيما هاجر فريق ثالث إلى خارج قواعد الوطن. ريم ماجد.. اختفاء غامض المذيعة السابقة بقناة "أون تي في" وأكثر الأصوات النسائية صخبًا وثورية كانت إحدى المدافعات عن ثورة يناير والتي اختارت خط الدفاع عنها، وأخلصت لها على مدى ال18 يومًا من خلال برنامجها السابق "بلدنا بالمصري". "ريم" استمر صخبها وضجيجها أيضًا في الفترة التي أعقبت ثورة يناير، حيث عرفت بمعارضتها الشديدة السياسات إبان الفترة الانتقالية، كما عارضت حكم جماعة الإخوان الإرهابية أيضًا وسياسة رئيسها المعزول محمد مرسي في فترة رئاسته، فيما تباين موقفها من ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، وانتهى الأمر بتوقف برنامجها في ظروف غامضة على شاشة "أون تي في"، وما زالت "ريم" متغيبة عن المشهد الإعلامي إلى الآن. يسري فودة لعل يسري فودة أكثر الأصوات الإعلامية إخلاصًا لثورة يناير وإيمانًا بها، وهو الذي انحاز إلى مطالبها وخصص مقدماته الثورية في برنامجه السابق "آخر كلام" عبر شاشة "أون تي في" ذات الطابع الليبرالي للتغزل في شبابها، فتغني مذيع "آخر كلام" بكل يوم من أيام الثورة ال18: "هذه أيام مجيدة من أيام مصر والعرب.. هذه أيام الغضب". في شهر سبتمبر من العام 2014، أسدل "يسري" الستار على رحلته مع الشاشة الليبرالية وأعلن توقف برنامجه "آخر كلام" فقال قولته الأخيرة ومضي، بعدما أدرك "يسري" وقتها أنه قد حان الوقت لالتقاط الأنفاس معبرًا عن فخره بالمشوار الطويل الذي قضاه بين أروقة "أون تي في". أنهى "فودة" آخر حلقة من حلقات البرنامج في صحبة فريق عمله بقوله: "رمى حجرًا وأمعن ثم ولّى، ولم يترك دليلًا أو محلا، وعاد بما تبقى من حياءِ، وشكّل يومه ثم استقلا"، وقال: أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذلا، لأن الموت لوّن كل شيء، وألقى بين أعظمنا عروقه، لأن اللون في دمنا ضبابٌ، لأنا نحن أخطأنا طريقه". قال "يسري" وقتها إن الجو الإعلامي في مصر أصبح ملوثًا أكثر من ذي قبل، وأنه قد حان وقت الراحة. ظل "يسري" قرابة عام كامل بعيدًا عن المشهد الإعلامي مكتفيًا بمزاولة كتابة بعض المقالات الصحفية، إلى أن قرر خوض تجربة جديدة خارج القواعد من خلال شاشة قناة "دويتشه فيله" عبر برنامجه الحالي "السلطة الخامسة"، والذي يبث من العاصمة الألمانية برلين. محمود سعد: «شعري بقى أبيض» الإعلامي محمود سعد كان واحدًا ممن أخلصوا لثورة 25 يناير أيضًا، رغم عمله في ذلك الوقت في برنامج "البيت بيتك" والذي كان يبث عبر شاشة التليفزيون المصري. "سعد" بمجرد أن شبت الثورة في ميدان التحرير، أعلن انحيازه الكامل لها، وترك البرنامج يوم السادس والعشرين من يناير بعدما رفض أن يصف الثوار بالبلطجية والمندسين، واندفع بعدها إلى ميدان التحرير، ليلتحم بشباب الثورة، وعاد مرة أخرى لتقديم البرنامج بعد ما تنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك عن منصبه. في نهاية شهر ديسمبر من العام 2015، أعلن "سعد" في خطوة مفاجئة توقفه عن تقديم برنامج "آخر النهار" على شاشة قناة "النهار"، مؤكدًا أنه اكتفي بهذا القدر في مشواره الإعلامي حيث قال وقتها: "أنا شعري بقى أبيض، وده مش من فراغ ده نتيجة عمل ومشوار إعلامي كبير". وعلى مدى العام الماضي بأكمله، سعت إدارة قناة "النهار" لإقناع "سعد" بالعودة مرة أخرى لصفوف القناة، لكنه اعتذر عن الأمر، كما رفض أيضًا عرضًا من شبكة قنوات "أوربت" لتقديم برنامج "القاهرة اليوم" عقب رحيل الإعلامي عمرو أديب، وأكد مقربون منه أن سبب رفضه للعرض عدم رغبته في العودة للمشهد الإعلامي خلال الفترة الحالية. إبراهيم عيسى: «اللحظة مناسبة للتوقف» الإعلامي إبراهيم عيسى إحدى أيقونات ثورة يناير، وأكبر المدافعين عنها من بين كل الأسماء الإعلامية، والذي عرف بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. عمل "عيسى" بعدة محطات قبل الثورة من بينها "دريم" و"أون تي في"، وبعد تنحي مبارك أسس فضائية "التحرير" مع الإعلامي محمود سعد لكنه لم يستمر بها. ظل "عيسى" معارضًا شرسًا كعادته لكل الأنظمة السياسية التي أعقبت الثورة أيضًا وعلى رأسها نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم يسلم أيضًا النظام الحالي من مهاجمة "عيسى" بعض سياساته من خلال برنامجه على قناة "القاهرة والناس" حتى شن عليه مجلس النواب مؤخرًا حملة شرسة، واضطر "عيسى" في النهاية للتوقف عن تقديم البرنامج بعد ما أعلن بيانه الشهير قبل أكثر من شهر، والذي أكد خلاله أن اللحظة مناسبة للتوقف، وأنه سيركز خلال هذه الفترة على أعماله الكتابية والسينمائية.