وعد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتغيير الكثير من سياسات سلفه أوباما سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. فهل ستتحول تلك الوعود إلى واقع؟ وما تأثير ذلك على الولاياتالمتحدةالأمريكية ومحيطها الخارجي. شكلت الهجرة والمكسيك وبناء الجدار والمسلمين، الموضوعات الرئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. فعلى الحدود مع المكسيك يعتزم ترامب تشييد جدار يبلغ ارتفاعه 12 مترا، والمكسيك هي المطالبة بتحمل تكاليف بناء الجدار. وتفيد دوائر الحكومة الأمريكية المقبلة بأنه يجب توضيح الإطار الذي ستتحمل بموجبه المكسيك تلك التكاليف، وهذا يعني للوهلة الأولى أن دافع الضرائب الأمريكي هو من سيتحمل تلك التكاليف. وتعتقد شركة أمريكية مختصة أن قيمة تكاليف البناء ستتراوح بين 15 و25 مليار دولار، فيما ستصل تكاليف الصيانة السنوية إلى 3.5 مليار دولار، وكشفت هذه الشركة أنه لا توجد شركة أمريكية قادرة على إنتاج معدات هذا المشروع. والشركة القادرة على تحضير تلك المستلزمات هي شركة Cemex للبناء ومقرها في المكسيك. ودعوة ترامب لمنع المسلمين من السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعد قائمة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وفي المقابل طالب ترامب بحظر السفر على رعايا "الدول التي تميل لدعم الإرهاب"، لكنه لم يكشف عن قائمة تلك الدول المعنية. الاقتصاد وسوق العمل الأمريكية الملياردير ترامب يتطلع لإلغاء الاتفاقيات مع دول المحيط الهادي واتفاقية "نافتا" أي التجارة الحرة لأمريكا الشمالية القائمة بين الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك، لكن الخبراء يؤكدون أن هذا النوع من الاتفاقيات لا يشمل فقط الضرائب، بل أيضا حماية الملكية الفكرية وحماية الاستثمارات. وفي العقود الماضية استثمرت شركات أمريكية مليارات الدولارات في المكسيكوكندا، وقال غابرييل فيلبرماير من معهد إيفو في ميونيخ: إن هذه الملكية والاستثمارات مهددة بالتقلص، بل حتى الإلغاء بدون حماية اتفاقية دولية. ووقف العمل باتفاقية نافتا سيضر بمصالح ترامب نفسه الذي تملك شركته فنادق في المكسيك. وعوض التخلي عن تلك الاتفاقية، يُتوقع أن تتفاوض الولاياتالمتحدة مجددا حول شروط جديدة وفرضها لخدمة مصالحها. الحماية الأمريكية المخططات الاقتصادية تشمل فرض ضرائب عقابية على الشركات الأمريكية والأجنبية حتى تنتج داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية لإيجاد فرص عمل أكثر. ويبدو أن هذه التهديدات جاءت بمفعولها، إذ تخلت شركة فورد عن بناء مصنع جديد في المكسيك، كما أعلنت طويوتا وجنرال موتورز عن توظيف استثمارات بمليارات الدولارات في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانبها تعتزم شركة الكيماويات الألمانية باير، من أجل الحصول على الموافقة لتولي الشركة المنافسة الأمريكية Monsanto، استثمار ثمانية مليار دولار على الأقل في السنوات الست المقبلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحتى الصين يُراد معاقبتها بفرض ضرائب إضافية على بضاعتها. ويبقى التنفيذ هنا غير مؤكد. والخلفية تعود لدور كوريا الشمالية وبرنامجها النووي. والولاياتالمتحدة تعتمد في ذلك على بكين، كما أن الشركات الأمريكية تخشى من خلال فرض ضرائب على المنتجات الصينية تكبد الخسائر في معاملاتها مع الصين. فالحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين لا تساعد في حماية فرص العمل، كما قال وليام زاريت رئيس غرفة التجارة الأمريكية في بكين. الضرائب المستوى الأعلى للضرائب يُتوقع أن ينخفض من 39 إلى 33 في المائة، والضريبة المفروضة على الشركات من 35 إلى 15 في المائة. والمستفيدون سيكونون من ذوي الدخل العالي، يعني أصحاب المؤسسة القائمة التي رفضها ترامب في حملته الانتخابية. وتفيد تحليلات أن خزينة الضرائب الأمريكية ستخسر بذلك سنويا بين 4.4 و5.9 بلايين دولار، كما كتبت صحيفة زود دويتشه الألمانية. اقتصاد الطاقة وسياسة البيئة خلال حملته الانتخابية أعلن ترامب أن موضوع التحولات المناخية مبالغ فيه، لكنه تراجع فيما بعد عن ذلك. وفيما يخص اتفاقية حماية البيئة المعلنة في باريس قال ترامب: إنه سيفحص بدقة ما إذا كان يجب على الولاياتالمتحدة التخلي عن اتفاقية البيئة. وأوضح عبر تدوينة على تويتر أنه يريد أولا معرفة حجم التكاليف التي ستنشأ من خلال تلك الاتفاقية على حساب الشركات الأمريكية وكيف سيؤثر ذلك على القوة التنافسية. وصادقت الولاياتالمتحدة على الاتفاقية على أساس قرار من أوباما. ويُعتبر ترامب من أنصار الطاقة القديمة أي الفحم والغاز والنفط، وبالتالي هو يريد تشجيع التنقيب عن النفط الصخري والإبقاء على بعض الأنابيب المثيرة للجدل التي تنقل النفط من كندا إلى الولاياتالمتحدة. دور حلف شمال الأطلسي وحتى دور الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي يبقى غامضا، فترامب يعبر عن انتقاده للحلف. في حين شدد وزير الدفاع الأمريكي المعين جيمس ماتيس على أهمية حلف شمال الأطلسي، معتبرا كقائد أعلى سابق للحلف أن الأخير هو أنجح تحالف عسكري في الزمن الحديث وربما في جميع الأزمنة. سياسة الصحة ترامب يعتزم إلغاء التأمين الصحي الذي أنجزته إدارة أوباما، وهو يريد إدراج تأمين "للجميع" قد يكون أقل تكلفة. ولا توجد تفاصيل إضافية حول الموضوع. كارستن غرون م.أ.م هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل