سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزهريون يهاجمون وزير الأوقاف بسبب «خطب ال5 سنوات».. إدريس: هدم للرسالة السماوية.. عبدالراضي: تخدم تيارا يضر بالدعوة.. ومنصور: تتنافى مع تجديد الخطاب الديني
كثيرا ما طالب رئيس الجمهورية وزارة الأوقاف بتجديد الخطاب الديني، فأقدم الوزير "محمد مختار جمعة"، على تعميم الخطبة الموحدة، ورفض السيسي هذا التصرف قائلًا: "مش هو ده المقصود يا جماعة، انتو كده بتختزلوا الموضوع". وتوقع الجميع تغير سياسات وزارة الأوقاف بعد هذا التوجيه من الرئيس، إلا أن الرياح تأتي دائمًا بما لا تشتهي السفن، خصوصًا بعد قرار الوزارة بإعداد خطب موحدة للجمعة لمدة 5 سنوات، وهو ما يتعارض مع التجديد والتطور المتلاحق الذي يشهده الوقت الحالي. هجوم عارم يقول عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقة المقارن بجامعة الأزهر، إن الخطب لم توجه فقط للمثقفين، مشيرًا إلى أن الأمر لقي هجومًا عارمًا، والجميع رفضها بما في ذلك غير المصلين، وذلك كفيل للرد على قرار وزير الأوقاف، فذلك القرار يحمل من العيوب ما لا يحصي ولا يعد، ويخفق بالرسالة السماوية لحافة الهاوية. وتابع عبد الفتاح:"يستقطب وزير الأوقاف أناسًا بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية، يملون عليه القرارات ويشيرون له بما يهدم الرسالة السماوية، وإذا كان هناك مصلح لنصحه بأن يكف عن ذلك، لما سيكون له من تأثير سلبي على الدعوة، وسيكتب نهاية وزير الأوقاف". معالجة الواقع وفي نفس السياق، يقول عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إنه خصصت الخطب لمعالجة الواقع والمشكلات المستحدثة، فحينما تطرق قضية مجتمعية جديدة لابد من معالجتها بالخطب، كما يحدث مع قضايا الإرهاب، والأزمات التي تواجه الاقتصاد وجشع التجار، وقضايا الرشوة والفساد، كل هذه قضايا لابد من مواجهتها على أرض الواقع، وتطوير الخطبة حسب المستجدات. وتابع منصور:"إعداد خطب موحدة للجمعة لمدة 5 سنوات، يتنافى مع تجديد الخطاب الديني، بشكل يواكب العصر المتطور، الذي طالما طالبنا به"، موضحًا أنه بذلك القرار سيضعف الخطاب الديني المعالج للقضايا المستحدثة، كما أنه يشكل عودة للإشكالية مرة أخرى التي تواجه الخطاب الديني. خطب الرسول وأشار وكيل كلية الشريعة إلى أن الخطيب يملك مكتبة تحوي كما هائلا من الكتب والمجلدات، وليس بحاجة لخطبة معدة منذ 5 سنوات، موضحًا أن الرسول الكريم اهتم بالخطب المواكبة للحدث، كما أن القرآن ارتبط بمشكلات ونزلت آياته لمعالجتها، لأن الطبيعة البشرية بحاجة لمعالجة الأحداث في حينها، وقبل أن يمر عليها العصر وتنسى، مطالبًا بالمرونة في حالة تنفيذ ذلك القرار. ظروف أمة وفي نفس السياق، يقول إبراهيم محمود عبد الراضي إمام وخطيب: إن ذلك القرار يصلح في حالة واحدة وهى عندما تكون الخطبة إلكترونية بلا مشاعر، استكمالًا لمبدأ عدم مواكبتها للعصر، فمن الذي يعلم الغيب ويعلم أحوال المواطنين لمدة 5 سنوات مقبلة. وتابع: "أهم ما يميز الخطب تناولها لأحوال المواطنين اليوم وليس أمس أو الغد، فالخطب لا بد أن تتناول دوافع الناس ومشكلاتهم، والاهتمام بمبدأ الأمر بالمعروف الذي يحتاج إليه المجتمع، ومن يحدد ذلك ليس وزيرا مسئولا عن دولة، ولكن خطيب يعرف ظروف أمته، فعلى سبيل المثال الأخذ بالثأر والتفاخر بالأنساب، موضوع خطبة في الصعيد لا يصلح في مدينة نصر أو التجمع الخامس". إلغاء الخطيب وأوضح أن الخطيب يدرس علوم القرآن والحديث والفقه والتفسير في الأزهر الشريف 64 مرة، متابعًا: "فبعد انتهاء مدة دراسته تملي عليه الوزارة حديثه، فما ضرورة الدعوة أو الخطبة مادام من الممكن أن يعتمد المواطنون على الشرائط المسجل عليها الخطب المعدة، وتعرف الخطبة بأنها التصرف في فنون القول، فلا يمكن أن يتصرف فيه وزير الأوقاف فقط، وهو ما رفضه الأزهر وأعطى للخطيب نقاط استرشادية فقط عليه هو وضع الكلمات والدلالات التي يراها في صالح أمته". تيار عارم واختتم عبد الراضي حديثه قائلًا:"لا أرى ذلك إلا لصالح تيار عارم يضرب الدعوة الفترة الأخيرة، بداية من الأفلام السينمائية كفيلم مولانا، وبرامج التوك شو كبرنامج إسلام بحيري وغيره، فإعداد الخطبة لم يكن إلا حلقة من حلقات ذلك التيار، الذي يسعى لتجميد الخطاب وحد الدعوة والخطب عن أداء دورها".