سؤال واحد يسأله كل متابع للسينما المصرية، وما زالت الإجابة يختلف عليها الكثيرون، السؤال هو: «كيف كان يمثل عادل أدهم بهذا الشكل؟» هل الموهبة؟ الاستعداد للشخصية؟ هل طبيعته هكذا؟ أم ماذا؟، لكن شيئا واحدا لا يختلف عليه أي إنسان، هو أن عادل أدهم «كبير» وأعظم ممثل و«كاركتر» عرفته السينما. «زكي قدرة» اسم لا يجهله المصريون، شخصية يعرفها الجميع، لكن إذا سألنا في أي فيلم كانت هذه الشخصية، لن يتذكر أحد، وهذا مثال يكفي تماما لنقول إن عادل أدهم، استطاع بشخصياته وأدائه أن «يسند» الكثير من الأعمال، بل يجعلها خالدة، يرجع الناس إليها لمشاهدتها مهما مر الزمان بفضل ظهوره فيها.
يقول الفنان سمير صبري: «استعنت بعادل أدهم في أول بطولة لي في فيلم السلخانة، الحقيقة إن الفيلم استمر عرضه في السينما سنة كاملة، بفضل كلمة واحدة قالها عادل أدهم بطريقته الشهيرة: الصباع اللى يوجعني.. أقطعه معالجوش. فالجملة بقت لأزمة على لسان الجمهور وساعدت في انتشار الفيلم ونجاحه وقتها». نجح عادل أدهم في فك رموز أرسخ معادلة تحكم جماهيرية النجم السينمائي، وهو أن يكون محبوبا، بل ويشاهد الجمهور أعماله التي قدمها؛ فقط لأنه يظهر فيها حتى لو لم يكن هو النجم الأول. وهنا سؤال: «هل يمكن أن يتخيل أحد مثلا فيلم الفرن ليونس شلبي بدون شخصية المعلم داغر التي قام بها عادل أدهم؟»، سؤال آخر: «لو شاهدت فيلم حافية على جسر من الدهب، ضع فنانا بديلا لعادل أدهم يمكن أن يقوم بشخصية عزيز بيه، وتخيل الفيلم بدونه، وبدون قفشاته ولزماته، ثم قل لنا ما النتيجة؟»، إنه الفنان الوحيد الذي تعيش «أفشاته وإفيهاته» حتى الآن، وتحقق أعلى المشاهدات على موقع «يوتيوب».
تعاون عادل أدهم مع أحمد زكي في فيلم وحيد هو «الراقصة والطبال»، وعلى الرغم من أن دوره كان صغيرا، خصوصا أن القصة كلها تدور حول أحمد زكي ونبيلة عبيد، إلا أنه استطاع أن يسرق منهما الكاميرات من خلال شخصية «ناصح» التي أداها ببراعة، ويقول عنها مخرج العمل الكبير أشرف فهمي: «كنت أتمنى أن يشاركني عادل أدهم في كل أفلامي، فبرغم جبروت أحمد زكي في التمثيل، إلا أنني لم أره يخشى الوقوف أمام أي ممثل سوى عادل أدهم». لقد كان ملك الانفعالات الداخلية، فالذي يتابع أداء «أدهم» في أي مشهد، سوف يلاحظ أنه ينطق بعينه ووجهه قبل أن يتكلم، وينسى نفسه تماما عندما ينطق المخرج «أكشن»، لدرجة أن الفنانة سهير رمزي، قالت إنه عندما ضربها بالقلم في أحد المشاهد التمثيلية في فيلم «المذنبون»، تسبب في كسر «رمش عينيها الصناعي التي وضعته»، لأنه كان يندمج بشكل مبالغ فيه، على حد قولها.
والذي لا يعرفه الجمهور، أن عادل أدهم حاول أن يكون بطلا ونجم أول، ويخلع ثوب «السنيد» للآخرين من خلال فيلم «ثمن الغربة» مع المخرج الراحل نادر جلال، إلا أن الفيلم لم ينل حظا من النجاح، ثم كررها مرة أخرى من خلال فيلم «العملاق»، ونال نفس المصير، ليس لشيء، إلا لأن قانون النجومية لا يعرف أي أسباب منطقية، فقد يحب الجمهور نجما معينا ويعشق مشاهدته كدور ثان وسنيد للأبطال، لكنه إن رأى اسمه متصدرا التترات، لا يدخل من أجله السينما، ولا يقطع نصف ساعة من وقته لمشاهدته.