بابتسامة عريضة وزي مميز ينتشرون في أرجاء الكاتدرائية، جميع الأبواب مفتوحة أمامهم يوثقون اللحظات التاريخية بكاميراتهم، عند المداخل الثلاثة ل«بيت البابا» تجدهم، يحملهم الحب فيلهثون لتقبيل يد أحد القساوسة التي يحبونهم لكن دون أن يجور ذلك على التزاماتهم. فريق «الكشافة» المعني بتنظيم وتأمين الاحتفالات والمناسبات التي تنظمها الكنيسة، يتحملون أعباء إضافية «طواعية» دون أن يجبرهم أحد، فمهام التأمين والتنظيم عملية شاقة تضعهم في مواجهة مباشرة مع المخاطر، يتقبلون الانتقاد بصدر رحب، يصل أحيانا إلى حد التعنيف من قبل شعب الكنيسة. «لا أكل ولا نوم» هكذا يعمل أفراد «الكشافة»، تجدهم أول الحضور وآخر من ينصرفون، يتجمعون فور الإعلان عن حادث جلل أو احتفالية كبرى دون أن يطلب منهم ذلك، يدركون بفطرتهم أهمية «خدمتهم» في تنظيم الشعب وتأمين حركتهم داخل الكاتدرائية. «الكشافة» ينحون مشاعرهم جانبا، وك«جند الرب» يلتزمون بتنظيم الشعب في طوابير وتنسيق عملية الدخول والخروج من وإلى الكنيسة وتحديد المسارات خاصة في الاحتفاليات الكبرى، يتعرضون لهجوم شرس وانتقادات عنيفة لحدة تعاملهم مع الشعب رغم أن طبيعة خدمتهم يفرض عليهم ذلك، في ظل آلاف الأقباط الذين يتوافدون على الكنيسة، هم حائد الصد الأول لما تتعرض له الكنيسة من خطر، إذ إنهم يقفون على «خط النار». عمل أفراد الكشافة لا يقتصر على التأمين فقط وإنما قد تجبرهم الظروف على لعب أدوار أخرى خاصة في الظروف الصعبة التي يفرضها حدث ما مثل إلقاء نظرة الوداع على «جسد البابا شنودة الثالث» الذي تتطلب تأمين «إلقاء نظرة الوداع» ما يقرب من 3 آلاف فرد كشافة، وازنوا خلالها بين حزنهم على البابا وخدمتهم ورغبتهم في إلقاء نظرة الوداع، ساهموا في انتهاء اليوم بشكل لائق، نظموا دخول وخروج الجموع، ساعدوا من سقط نتيجة الإغماء من الاستعانة بالإسعاف. في «الكشافة» لا فرق بين شاب وفتاة الجميع سواسية، يعملون بنفس الجهد ويقفون على أقدامهم لأيام متتالية دون كلل أو ملل، خاصة في أيام الأعياد والاحتفالات الكبرى، التي تتطلب إعداد لأيام طويلة لا تنتهي بانتهاء الاحتفال بينما تستمر لأيام أخرى بعدها. «الكشافة».. لعبة كشفية تربوية متطوعة هدفها، مساعدة المحتاج والحفاظ على النظام، ومثلت منذ البابا الأنبا شنودة الثالث الراحل رمانة ميزان لضبط الاحتفالات والمناسبات الكبرى، ويمر فرد الكشافة بعدد من الدورات لإعداد القادة بالكاتدرائية. فرد «الكشافة» يعتبر نفسه مثل المجند في الجيش، وتهدف الخدمة إلى تعلم «اللياقة - وحب الخدمة - المغامرة»، بالإضافة إلى أنها تنشئ النزعة الاجتماعية كالكنيسة التي تعرف بأنها جماعة المؤمنين التي هي جوهر الخدمة. ويعد الطريق إلى الروح الرياضية والروحية ونبذ التعصب والخلافات أحد أهم أهداف الفرق الكشفية الكنسية، لذا ينطبق على أفراد الكشافة الآية التي قيلت على تلاميذ المسيح «كانوا يجتمعون بنفس واحدة»، هكذا الكشافة يجتمعون ب«نفس واحدة».