عاش الرئيس عبد الفتاح السيسي 72 ساعة أعمال رئاسية شاقة، عقب تلقى غرفة عمليات النجدة بالقاهرة صباح الأحد الماضي، بلاغًا يفيد بوقوع انفجار بمنطقة العباسية، وانتقل على الفور اللواء علاء عبد الظاهر نائب مدير الحماية المدنية وخبراء المفرقعات إلى مكان البلاغ للفحص، وتبين وقوع انفجار بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 49 آخرين وفقا لبيان وزارة الصحة. متابعة الحادث ومنذ وقوع الحادث يتابع الرئيس السيسي عن كثب مع المسئولين وكبار رجال الدولة والقيادات الأمنية العمل الإرهابي الذي وقع بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث تواصل الرئيس بشكل دائم مع المسئولين لمتابعة تطورات الحادث وتوفير كل سبل العلاج للمصابين ومواساة أهالي الضحايا. كما أدان الرئيس السيسي ببالغ الحزن والآسي العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية وأسفر عن استشهاد وإصابة مواطنين. وأكد الرئيس السيسي أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكًا أمام هذه الظروف. تعزية الأهالي وتوجه الرئيس السيسي بخالص العزاء والمواساة لأسر شهدائنا داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، مشددا على القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر، ويؤكد أن الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد. كما أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد. البابا تواضروس وأجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة القبطية، حيث أعرب الرئيس عن خالص العزاء والمواساة لشهداء الوطن الذين سالت دماؤهم الطاهرة نتيجة العمل الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية بالقاهرة، مؤكدًا عزم مصر شعبًا وحكومة على الاستمرار في التصدي للإرهاب حتى اجتثاث جذوره تمامًا من تراب مصر المقدس. قدرة الشعب كما أكد الرئيس ثقته المطلقة في قدرة الشعب المصري بمسلميه وأقباطه على التكاتف صفًا واحدًا وعلى تحقيق النصر في الحرب ضد الإرهاب باعتبارها معركة المصريين جميعًا. اجتماع أمني وعقد الرئيس السيسي صباح اليوم التالي، اجتماعًا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية، بالإضافة إلى مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ورئيس هيئة الأمن القومي ورئيس جهاز الأمن الوطني وذلك لمتابعة الموقف الأمني في ضوء الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف أمس الكنيسة البطرسية بالعباسية. تقرير حول ملابسات الحادث وتلقى الرئيس خلال الاجتماع تقريرًا حول ملابسات الحادث الإرهابي، وما توصلت إليه الأجهزة الأمنية من أدلة من واقع معاينة موقع الحادث، وما تقوم به من جهود في سبيل الوصول إلى مرتكبيه. مضاعفة الجهود وأكد الرئيس في هذا الإطار على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل سرعة القبض على مرتكبي الحادث وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت، مؤكدًا على أن الدولة عازمة على القصاص لضحايا هذا الحادث من المصريين الأبرياء. آخر المستجدات كما تم خلال الاجتماع أيضًا استعراض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية في البلاد، حيث اطلع الرئيس على تقرير حول الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة وقوات الشرطة لمكافحة العناصر والخلايا الإرهابية في مختلف أنحاء الجمهورية وترسيخ الأمن والاستقرار فيها. رجال القوات المسلحة والشرطة وأشاد الرئيس خلال الاجتماع بالجهود التي يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية في التصدي للعمليات الإرهابية في جميع أنحاء مصر وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وتحقيقًا لأمن الشعب المصري، مؤكدًا على ضرورة مواصلة هذه الجهود وتعزيزها لا سيما وأن خطر الإرهاب لا يزال يلقي بظلاله الهدامة وهو ما يتطلب الاستمرار في جهود مكافحته بكل قوة وحسم، فضلًا عن تعزيز التكاتف والتضامن ووحدة الصف. صفًا واحدًا وأشاد الرئيس بما أظهره الشعب المصري من الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب الغاشم، مؤكدًا على أن العمليات الإرهابية لن تزيد المصريين إلا إصرارًا على اجتثاث جذوره من أرضها المقدسة. سلامة المواطنين ووجه الرئيس السيسي في نهاية الاجتماع جميع الأجهزة الأمنية بأهمية استمرار العمل، بأقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي بما يضمن الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين. الجنازة العسكرية وشارك الرئيس السيسي في الجنازة العسكرية التي أقيمت لتشييع جثامين شهداء الوطن ضحايا حادث التفجير الإرهابي. العزاء لأهالي الشهداء وقدم الرئيس العزاء لأهالي الشهداء وإلى مصر كلها ووجه حديثه لجميع المصريين، مؤكدًا أن هذا المصاب هو مُصاب مصر كلها وليس الكنيسة فقط. مرتكب العمل الإرهابي وأعلن الرئيس أن مرتكب العمل الإرهابي الآثم الذي وقع يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، ويبلغ من العمر 22 عامًا وقد قام بتفجير نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية. ثلاثة رجال وسيدة وأشار الرئيس إلى أنه تم القبض بالفعل على ثلاثة رجال وسيدة مشتبه بتورطهم في الحادث، وجارٍ البحث عن اثنين آخرين. القصاص العادل وأكد الرئيس أن مصر لن يهدأ لها بال إلا بالقصاص العادل مِن كل مَن شارك بأي صورة في جريمة الأمس الإرهابية، مشيرًا إلى أن تلك الجريمة النكراء إنما تعبر عن حالة الإحباط التي تعيشها قوى الشر التي تريد بمصر السوء مضيفًا أنه لا يتم التحدث كثيرًا عن حجم النجاحات التي تحققها قوات الجيش والشرطة في سيناء وهي كبيرة وتدفع أعداء مصر لحالة الإحباط والتخبط تلك. إثارة الشعب وأضاف الرئيس أن هذه القوى بعد أن فشلت في إثارة الشعب عن طريق تحريضه ضد الأوضاع الاقتصادية، حاولت هدم السياحة لإثارة الناس، ولكنها لم تفلح كذلك وتستهدف الآن المصريين الأقباط من جديد بعد أن اعتدت في الماضي القريب على 75 كنيسة. المصريون جسد واحد وأكد الرئيس ثقته الكاملة في أن قوى الإرهاب لن تفلح هذه المرة أيضًا ولن تفلح أبدًا، لأن المصريين جسد واحد وما يؤلم أي مصري يؤلم الجميع قيادةً وشعبًا. البرلمان والحكومة كما طالب الرئيس البرلمان والحكومة بالتحرك السريع لإصدار قوانين تعالج مسألة الإرهاب بشكل فعال وحاسم وتعديل أية قوانين مكبِّلة بما يضمن الجزاء الرادع لكل من يستهدف أمن المصريين. عزم مصر وكرر الرئيس عزم مصر على عدم ترك ثأرها مهما حدث، مؤكدًا أن ثقته في تماسك وصمود الشعب المصري العظيم بلا حدود،وأنه طالما ظل المصريون كتلة واحدة ستنتصر مصر في حربها العادلة ضد الإرهاب، مؤكدًا أن الشعب المصري شعب خير وبناء وتعمير وإصلاح وليس شر وهدم وخراب وإفساد. الضربة الموجعة وفي الختام، أكد الرئيس أن هذه الضربة الموجعة التي ألمت قلوب المصريين جميعًا لن تكسرهم بل ستزيدهم تماسكًا وصلابة. وزير الدفاع كما التقي الرئيس السيسي الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي. وزير الخارجية كما اجتمع الرئيس السيسي مع سامح شكري وزير الخارجية حيث عرض تقريرًا حول زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، التي التقى خلالها مع عدد كبير من كبار المسئولين الأمريكيين وكذلك مع قيادات الكونجرس بمجلسيه، فضلًا عن سكرتير عام الأممالمتحدة الجديد أنطونيو جوتيريس. العلاقات الثنائية وقال وزير الخارجية إن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي المُنتخب أعرب خلال لقائه عن تقديره الكبير لمصر وللرئيس، مؤكدًا اعتزام الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر وتطويرها في سبيل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. مكافحة الإرهاب كما عرض الوزير نتائج مباحثاته مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، التي تناولت مختلف جوانب العلاقات بين البلدين، بما في ذلك جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وتقييم الطرفين للتطورات في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بضرورة توحيد الجهود ضد جماعات الإرهاب في المنطقة. القضية الفلسطينية وأشار إلى أنه تم بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية والملفين السوري والليبي والأوضاع في العراق واليمن، وكذلك تطورات الإصلاح الاقتصادي المصري في ضوء القرارات الاقتصادية المهمة التي اتخذتها مصر خلال شهر نوفمبر الماضي. مذكرة التفاهم كما أشار وزير الخارجية إلى مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها مع وزير الخارجية الأمريكي لمنع تهريب الآثار بهدف الحد من الاتجار غير الشرعي، واسترداد مصر 4 قطع أثرية كانت مهربة داخل الولاياتالمتحدة. إستراتيجية العلاقة وأشار الوزير إلى أن لقاءاته شملت عددًا كبيرًا من قيادات مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، بما في ذلك بول راين رئيس مجلس النواب الذي طلب نقل رسالة دعم إلى الرئيس، مؤكدًا أنه كان حريصًا على أن تكون أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه إلى مصر للتعبير عن عمق وإستراتيجية العلاقة بين البلدين. قيادات الكونجرس وأبدت قيادات الكونجرس خلال اللقاءات التي عقدها الوزير اهتمامًا بالاطلاع على خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تقوم بها مصر، كما أكد معظم رؤساء اللجان بالكونجرس الأمريكي إدراكهم الكامل لخصوصية وإستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية والتطلع إلى أن تشهد المرحلة المقبلة تحت قيادة الرئيس المنتخب "ترامب" مزيدًا من التقارب المصري الأمريكي. نيويورك كما عرض وزير الخارجية على الرئيس نتائج زيارته لنيويورك، ولقاءه بسكرتير عام الأممالمتحدة الجدي أنطونيو جوتيريس الذي عبر عن امتنانه لدعم مصر ترشحه لمنصبه الحالي، معربًا عن تقديره البالغ لدور مصر في دعم الاستقرار في المنطقة والعالم، وتطلعه للعمل معها خلال المرحلة المقبلة، مشيدًا بما تبذله من جهود كبيرة من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي. المجتمعات العمرانية كما عقد الرئيس السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وذلك بحضور اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. مدارس النيل ووجه الرئيس بقيام هيئة المجتمعات العمرانية بإنشاء من 15 إلى 20 مدرسة من مدارس النيل في الأراضي التابعة لها بالمدن الجديدة، بالإضافة إلى مواصلة قيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء 45 مدرسة وفقًا للنموذج الياباني فضلًا عن إنشاء 100 مدرسة لصلاح هيئة الأبنية التعليمية، على أن يتم تنفيذ جزء منها ليعمل بنظام مدارس النيل بما يساهم في تعزيز الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب. الصعيد ووجه الرئيس بقيام وزارة الإسكان ببدء العمل في أقرب فرصة في بناء فرع لمستشفي أبو الريش للأطفال في الصعيد، والنظر في تخصيص الأرض اللازمة للمستشفي سواء في مدينة أسيوط الجديدة أو سوهاج الجديدة. الكنائس المتضررة وأكد الرئيس على ضرورة الانتهاء من أعمال ترميم وإصلاح الكنائس وفقًا للمواعيد المحددة لذلك. العمل بالمدن الجديدة وأكد الرئيس أهمية مواصلة العمل بالمدن الجديدة وفقًا للبرنامج الزمني المحدد، وتنفيذها وفقًا لأعلى المواصفات، لافتًا إلى ما ستوفره تلك المجتمعات العمرانية الجديدة من ظروف معيشية أفضل لساكنيها، وما تتيحه من مجال للتوسع العمراني المخطط بما سيحد من التعديات على الأراضي الزراعية بوادي النيل والدلتا ويحفظ الأصول الزراعية هناك. "أنجيلا ميركل" كما تلقى الرئيس السيسي، اتصالات هاتفية وبرقيات عزاء من ملوك ورؤساء وأمراء الدول وخاصة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والتي أعربت عن خالص تعازي ألمانيا، حكومةً وشعبًا، في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية أول أمس، مُعربةً عن مواساتها لأسر الضحايا.