بمناسبة وفاة زعيم كوبا فيدل كاسترو الأسبوع الماضي.. ومباراة ريال مدريد وبرشلونة«كلاسيكو الكرة الأرضية» يوم السبت الماضي تذكرت حكاية غريبة ومثيرة، في عام 1961 كان ذكري مرور خمسين عاما«نصف قرن» على إنشاء نادي الزمالك الذي أنشئ 1911 وبمناسبة اليوبيل الذهبي كان يرأس النادي في ذاك الوقت المليونير علوي الجزار، صاحب شركة شاي الشيخ الشريب، وشركة الكوكا كولا، وشركة سجاير كوتاريللي وشركة دخان ماتوسيان، وقرر أن ينظم أعظم احتفالية في تاريخ النادي.. بل وفي تاريخ كل الأندية المصرية والعربية والأفريقية، وقرر دعوة فريق نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم الفائز بكأس أندية أوروبا خمس سنوات متتالية من 1956 وحتى 1961 وهو رقم لم يحققه أي ناد في العالم حتى عام 2017. كان ريال مدريد وقتها يضم أعظم لاعبي العالم دي ستيفانو وبوشكاش وخنتو وديلول وكناريا واراكستان وبوفنثون وغيرهم، وكان ستاد القاهرة الدولي قد افتتح حديثا منذ بضعة أشهر، وتحديدا يوم 23 يوليو 1960 وقبله بيوم 22 يوليو 1960 بداية الإرسال التليفزيوني في مصر لأول مرة. لهذا تقرر إقامة مباراة ودية بين الزمالك المصري ونادي ريال مدريد الإسباني بطل كأس أوروبا باستاد القاهرة، وتذاع لأول مرة في التاريخ مباراة على الهواء، وتولي الإخراج طاقم إخراج إيطالي، فاز ريال مدريد على الزمالك 1/4 وسجل هدف مصر الوحيد اللاعب محمد موسى، وأطلقوا عليه يومها اسم موسى مدريد، كان يشاهد المباراة أمام التليفزيون من مجلس قيادة الثورة جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وعبداللطيف البغدادي، وأنور السادات، وجمال سالم، وصلاح سالم، جاءت لقطة للكاميرا من مقصورة الاستاد وظهر اثنان من البهوات في يد كل منهما سيجار هافانا مستورد من كوبا «بلد كاسترو» سأل جمال عبدالناصر: من اللذان يدخنان السيجار؟ فرد محمود الجيار سكرتير جمال عبدالناصر وقال: ده يا أفندم سانتياجو برنابيو رئيس نادي ريال مدريد المنشورة صورته النهاردة في الجرانين ثم عاد عبدالناصر يسأل: طيب مين اللي جنبه وماسك سيجار زيه؟ رد صلاح الشاهد كبير الياوران الذي تولي رئاسة نادي الترسانة بعد ذلك فقال: ده يا أفندم علوي بك الجزار رئيس نادي الزمالك قال عبدالناصر في دهشة: الجزار بيدخن سيجار؟! إيه الحلاوة دي.. السيجار ثمنه كام؟ رد أحد الحاضرين اعتقد ثمنه ريال أو ربع جنيه تقريبا، فقال عبدالناصر: واحد يدخن سيجار الأربعة بجنيه، ومليون واحد مش لاقيين خمسة قروش يجيب بيها عيش وطعمية لأولاده ياكلوا!! ثم نظر إلى عبدالحكيم عامر نظرة لها معان كثيرة.. وكان وقتها يرأس لجنة تأميم الشركات والمؤسسات والأراضي، ففهم ماذا يقصد جمال عبدالناصر.. وفي اليوم التالي تم تأميم جميع شركات ومصانع علوي الجزار الملياردير الذي أصيب بأزمة قلبية قاتلة ظل يعالج منها لكنه فارق الحياة قبل أن يشفي!!