حذرت دولة الإمارات من استمرار العجز الدولي في حل القضية الفلسطينية في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية الاستيطانية غير القانونية. ودعت المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين عبر إنهاء الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية. جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به نائب المندوبية الدائمة للدولة لدى الأممالمتحدة جمال جامع المشرخ، أمام الاجتماع الخاص الذي عقدته الجمعية العامة مؤخرًا حول البندين المتعلقين بقضية فلسطين والحالة في الشرق الأوسط. وجدد المشرخ عبر بيانه ما عبر عنه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في رسالته الأخيرة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من التأييد المتواصل للإمارات حكومة وشعبًا، لمسيرة كفاح الشعب الفلسطيني، إلى أن يتم تحقيق كامل تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، أسوة بالشعوب الأخرى. وعبر أيضًا عن القلق البالغ الذي ينتاب دولة الإمارات إزاء استمرار التدهور الخطير للأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما في ذلك تصاعد حالة العنف، وغياب بادرة الحل في الأفق مما عطل من إعادة الحقوق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني. وأبدى أسفه إزاء استمرار نكبة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عامًا، رغم سلسلة القرارات والجهود الدءوبة التي بذلتها الأممالمتحدة ووكالاتها، والجهات الإقليمية والدولية الفاعلة ذات الصلة لحل القضية الفلسطينية. وألقى المشرخ الضوء على الممارسات والسياسات الإسرائيلية العدوانية التصعيدية وغير القانونية الرامية إلى قمع أبناء الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل هدم المنازل والممتلكات الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، وترحيل الفلسطينيين قسرًا، فضلًا عن استخدامها للقوة المفرطة تجاههم واحتجازهم بما فيهم النساء والأطفال، فضلا عن استمرار حصارها غير الإنساني لقطاع غزة، مما فاقم من حالة تردي الأوضاع الإنسانية لسكانه إلى أدنى مستوى وضاعف من ارتفاع مستويات البطالة في أوساطه. كما تطرق المشرخ بشكل خاص إلى الأنشطة الإسرائيلية الاستيطانية التوسعية في عمق الأراضي الفلسطينية، مجددا موقف دولة الإمارات المعتبر مجمل هذه الأنشطة باطلة وغير قانونية ومحظورة وفقا للقانون الدولي الإنساني. وأعرب عن أسفه لتجاهل الحكومة الإسرائيلية لكافة النداءات الدولية التي تطالبها بوقف هذه الأنشطة المعطلة لحل الدولتين وتشكل أحد أهم العراقيل أمام مسيرة السلام في الشرق الأوسط. ونوه بأنه "في ظل هذه البيئة الاستيطانية، يواصل المستوطنون ممارسة العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ناهيك عن استغلال السلطات الإسرائيل للموارد الطبيعية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري". وتطرق المشرخ لمسألة القدس، محذرًا من احتمالات تزايد تفاقم الأوضاع وازدياد حدة التوترات في المنطقة برمتها، ذلك في حال واصلت إسرائيل اتخاذها لتدابيرها غير القانونية الهادفة إلى تغيير الطابع العربي التاريخي لمدينة القدس الشريف، فضلًا عن مواصلتها لاعتداءاتها الممنهجة على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية والتي تشكل استفزازا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية. وجدد المشرخ إدانة دولة الإمارات لكافة هذه الانتهاكات الإسرائيلية والممارسات القمعية التي تعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. وطالب إسرائيل بالوقف الفوري لجميع الانتهاكات والعمل نحو إظهار إرادتها السياسية الجادة الكفيلة بتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة. وحذر من أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية يهدد أمن واستقرار المنطقة، ولا سيما في ظل استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية للأوضاع الإنسانية الخطيرة للتأثير على الشباب المحبط وجره لتنفيذ أعمالها الإجرامية.