وفق آخر إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن سكان القاهرة الكبرى «القاهرة – الجيزة – القليوبية» وصل إلى أكثر من 20 مليون نسمة، الأمر الذي يجعل العاصمة الكبيرة متربعة على عرش محافظات المحروسة من ناحية الكثافة السكانية. موجة الطقس السيئ التي بدأت تضرب البلاد في الآونة الأخيرة، والتي وصلت إلى حد السيول في عدد من المحافظات خلال الأسابيع القليلة الماضية، من المتوقع – وفقا لشهادات عدة- أن تصل إلى العاصمة، ليس هذا فحسب، لكن هناك شهادات أكدت أن القاهرة الكبرى، ستكون عرضة للسيول، وطالبت الجهات المسئولة بالاستعداد للأمر في ظل الكثافة السكانية الموجودة في المحافظة، والتي تعنى أنه حال حدوث أزمة السيول فإن الخسائر البشرية مرشحة للصعود. سيناريو غرق العاصمة بواسطة السيول التي بدأت موسمها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بخراب في محافظات الوادي الجديد وأسيوط وسوهاج، ليس ببعيد، وزارة الري نفسها تضع ذلك في الحسبان وتنفق من أجله ملايين الجنيهات حتى لا تصل أي نقطة مياه إلى أطراف العاصمة ومن ثم داخلها. البداية كانت من تقرير للبنك الدولي أشار فيه أن هناك عددًا من المناطق معرضة للسيول سنويًا، ومنها القاهرة التي تتميز بكثافة سكانية عالية ما يستلزم الاستعداد الجيد للحكومة المصرية. تقرير البنك الدولي أوضح أيضًا أن العديد من الدول تعتبر السيول منحة إلهية تستفيد منها في تغطية جزء كبير من احتياجاتها أو استخدامها في توليد الكهرباء، وفي مصر التي تعاني من شُح مائي وحجم سيول يصل إلى 51 مليار متر مكعب سنويًا وفق تقرير «الفاو» سيكون من واجبها الحماية والاستفادة. ما قاله تقرير البنك الدولي أكدته وزارة الري التي أعلنت تنفيذ عدد من المشروعات في مدينة «15 مايو» مثل بناء سدود لتخزين المياه أبرزها سد «وادي متين» بتكلفة ستة ملايين جنيه. أما خريطة المناطق الأكثر عرضة للسيول في القاهرة الكبرى وفق تقارير دولية فهي «حلوان - المعادي - وادي حوف - 15 مايو - 6 أكتوبر»، فيما يشير خبراء في وزارة الري إلى انضمام منطقة «الصف» بمحافظة الجيزة إلى تلك المناطق. وتاريخ القاهرة الكبرى مع السيول ليس بعيدًا ففي عام 1982 اجتاحت السيول قرى مركز الصف وتم تدمير 180 منزلًا وبلغ عدد المتضررين 1500 مواطن، فيما نتج عن سيول 1987 التي اجتاحت حلوان هدم عدد كبير من المنازل وإن كانت أقل حدة من سيول 1982. وأمام تلك السيول شرعت وزارة الري منذ تسعينيات القرن الماضي في بناء مخرات مثل «مخر حلوان» أطول مخرات سيل القاهرة ويمتد من وادي حوف وحدائق حلوان وينتهي بالمعصرة، وهو ما أعلنت محافظة القاهرة جاهزيته خلال الفترة الماضية، بجانب مخر «سيل طرة» الممتد من طرة مرورًا بمنطقة دجلة بالمعادي، وثالث المخرات «مخر سيل كفر العلو» الواقع في منطقة الجيل بحلوان. أما المعادي فتعتمد وزارة الري على مخر سيل يربط بين طرة وكورنيش النيل يحده شمالًا طرة وكوبري دجلة، وهو مخر يستخدم أيضًا في مد مواسير المياه، ما أدى في نهاية المطاف إلى أنه أصبح خارج نطاق الخدمة كما أعلنت وزارة الري. مجموعة المخرات بجانب السيول تؤكد وزارة الري أنها كافية لحماية القاهرة من أي سيول، مشيرة في عدد من البيانات الرسمية إلى أن الأجهزة التنفيذية في العاصمة اتخذت كل الاحتياطات، فيما يؤكد خبراء موارد مائية منهم الدكتور مغاوري شحاتة، مستشار وزير الري الأسبق أن منطقة السادس من أكتوبر هي الأخطر في القاهرة الكبرى لعدم وجود تأمين كافٍ لها.