الإمام الأكبر يصدر بيانا ل«توضيح الموقف».. ويؤكد: المؤتمر أصدر بيانه الختامى ولم نعلم عنه شيئا ولم يعرض علينا ولم يكن الوفد الرسمى موجودا في ال25 من أغسطس الماضى، افتتح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤتمر "أهل السنة والجماعة"، الذي عقد على مدى يومين بالعاصمة الشيشانية "جروزنى"، بمشاركة 200 عالم من دول مختلفة. وحضر الإمام الأكبر، المؤتمر على رأس وفد رفيع المستوى ضم الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور إبراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والسفير عبدالرحمن موسى، مسئول شئون الوافدين بالمشيخة. وألقى الإمام الأكبر كلمة المؤتمر الافتتاحية، والتي أكد خلالها أن أهل السنة والجماعة حسب منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّى عليه، ورافقه منذ طفولته، يُطلق على أتباعِ إمام أهل السنة أبى الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبى منصور الماتريدي، وأهل الحديث، ولم يخرج عن عباءة هذا المذهب فُقَهَاء الحنفيَّة والمالكية والشافعية والمعتدلين من فقهاء الحنابلة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يَشمَلُ علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدِّثِين وأهل التصوف والإرشاد. كلمة شيخ الأزهر أثارت غضب علماء السعودية، بعد إقصائه السلفيين والوهابيين من أهل السنة والجماعة"، وأسهمت في توتر العلاقات بعض الشيء بين الأزهر والمملكة العربية السعودية. وفى خطوة منه لتهدئة الأوضاع أصدرت مشيخة الأزهر الشريف بيانًا وقتها أكد فيه أن الإمام الأكبر لم يقص "السلفيين والوهابية" من أهل السنة والجماعة، وأن كلمته نصت على أن مفهوم أهل السنة والجماعة يطلق على الأشاعرة والماتريدية "وأهل الحديث"، في إشارة منه إلى المدرسة السلفية. "بيان التهدئة" لم يكن الخطوة الوحيدة التي اتخذها "أزهر الطيب" ل"تطييب خاطر السعودية"، فسرعان ما طار الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وقت الأزمة على رأس وفد إلى المملكة العربية السعودية، ليلتقى المفتى عبدالعزيز آل الشيخ، وعددًا من رجال الدين هناك، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة من جانب المشيخة لتقريب وجهات النظر، والاعتذار عما جاء في مؤتمر "جروزنى" وإقصاء السلفيين والوهابيين من جماعة "أهل السنة". "شومان" – بدوره- أكد أن اللقاءات التي عقدها وفد المشيخة بالسعودية، لم تتطرق من قريب أو بعيد لمؤتمر جروزنى، وإنما كانت كلها في نطاق العمل بين اللجنة التنسيقية للعمل الدعوى بين الأزهر والمملكة، التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة خادم الحرمين الملك سلمان للقاهرة أبريل الماضى. وأصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الأسبوع الماضى، بيانًا أعلن فيه تبرؤه الكامل من مؤتمر الشيشان، البيان الذي جاء بالتزامن مع انعقاد مؤتمر في الكويت حول أهل السنة والجماعة حضرته قيادات ومشايخ سلفية من عدد من الدول العربية والإسلامية في رد واضح على مؤتمر جروزني، أكد فيه شيخ الأزهر أنه لم يتم إطلاعه على بيانه الختامى الذي صدر في نهايته وأقصى السلفيين والوهابيين من جماعة أهل السنة، في خطوة دلت على تراجع المشيخة الكامل عن مؤتمر الشيشان، رغم إعراب "الطيب" عن سعادة الأزهر بالمشاركة فيه، ووصفه بأنه محاولة للم شمل أهل السنة والجماعة، خلال كلمته الافتتاحية له. وقال الإمام الأكبر في بيانه: "حرصنا على تمثيل الأزهر بوفد أزهرى رافق شيخ الأزهر، لكن المؤتمر أصدر بيانه الختامى ولم نعلم عنه شيئًا، ولم يُعرض علينا، ولم يكن وفد الأزهر الرسمى موجودًا في "جروزني" حين تم إعلان هذه القرارات، ومن ثَمَّ فإن الأزهر غير مسئول عن هذا البيان، وما يُسأل عنه فقط هو الكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر". وقالت مصادر بالمشيخة، تبرؤ الإمام الأكبر من مؤتمر الشيشان، يعد الانسحاب الثانى للأزهر الشريف من منطقة شرق آسيا، بعد أن رفض الإمام الأكبر تلبية دعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحضور افتتاح أكبر مسجد في موسكو أواخر سبتمبر من العام الماضى، لضمان إشراف الأزهر على المسجد، وأرسل بدلا منه وفدا ضعيفًا برئاسة الدكتور محيى عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية. وأشارت المصادر إلى أن اعتذار شيخ الأزهر عن حضور افتتاح أكبر مسجد بموسكو، ترتب عليه حضور الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مراسم الافتتاح ووجوده بجانب الرئيس الروسى بوتين، في الوقت الذي كان من الممكن أن يكون للأزهر دور قوى حال حضور الإمام الأكبر. ولفتت المصادر إلى أن تبرؤ الأزهر من مؤتمر الشيشان، جاء لوضع الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، في موقف حرج، بعد أن شارك في وضع توصيات المؤتمر مع بعض علماء اليمن وسوريا والسودان ولبنان، وتلاوة البيان الختامى له من ناحية، ومحاولة لتلطيف الأجواء مع المملكة العربية السعودية. وأضافت المصادر أن المشيخة أرادت الرد على الأزهرى بتبرؤها من مؤتمر الشيشان، بعد أن استقبل خلال الأيام الماضية، وفدا دينيا إسلاميا رفيع المستوى من اليونان برئاسة جمالى ميتسو، مفتى كوموتينى وذلك بقصر الرئاسة، وأشرف على برنامج زيارتهم بالقاهرة، والتقى بعض القيادات الدينية في مصر، في موقف وصفه مسئولو المشيخة بمحاولة سحب البساط منهم، بعد أن كانت مقصد جميع الوفود الدينية التي تزور مصر. ولفتت المصادر إلى أن الإمام الأكبر رفض لقاء وفد الإفتاء اليونانى، وكلف الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بالجلوس معهم، ردا على مجيء الوفد إلى مصر عبر الدكتور أسامة الأزهري. من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف: الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لم يتعرض لأى ضغوط، حتى يتبرأ من مؤتمر الشيشان، ولم يطلب شيىء من شيخ الأزهر، ولم يظهر ليتحدث عن الموضوع ولم يغير موقفه، مشددًا على أن موقفه وموقف الأزهر ثابت دون أدنى تغيير.