حلقات متواصلة من الإهمال تحيط بمحافظة القليوبية، وبحث المحافظون المتعاقبون على مناطق انطلاق ليس لتنمية ينتظرها المواطن وإنما لتجميل صورته أملا في فترة إضافية يجلس فيها على أرقى كرسي في المحافظة. الأهالي لم يشعروا يوما بمشروع يحقق مطالبهم، ولعل تطوير القناطر الخيرية التي ذكر محافظ القليوبية الأسبق المهندس محمد عبد الظاهر في كتاب عن القناطر الخيرية، أنه يحلم بها مدينة سياحية عالمية، ثم جاء اللواء رضا فرحات محافظ القليوبية السابق الذي تحدث عن مستثمرين قادمين للقناطر الخيرية لتطويرها، ووعد أن تتحول إلى مدينة عالمية لا نظير لها وتطوير محلج القطن وجعله فندقا للسائحين والحفاظ على الماكينات الأثرية، لكن بالعين المجردة لأي زائر يكتشف أن وعود المحافظين لا أساس لها فالتراب والخفافيش التي تسكن المحلج أبلغ رد. عمرو عبد المنعم إبراهيم محافظ القليوبية الحالي سار على نفس النهج، ووعد بعرض مشروع تطوير المدينة على المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وتشكيل مجلس أمناء لمدينة القناطر الخيرية برئاسة المحافظ لإجراء التنسيقات اللازمة بين كافة الجهات المعنية المسئولة عنها لتطوير المدينة وتنميتها وإعادتها إلى سابق عهدها كوجه مشرق للسياحة المصرية والتي ترتقي إلى مستوى العالمية. ولا شيء تبقي من تلك الوعود سوي أثار يضربها الإهمال وتراب ياكل وينهش في تاريخها ومحافظين يستخدمونها للشو الإعلامي والتصريحات الرنانة. وأشار محمود عثمان مؤسس حملة «حلمي _بلدي_تكون _سياحية»، أن «شباب المدينة يقدرون جيدا عراقتها وتاريخها ويحاولون من تلك الحملة تطوير المدينة بالجهود الذاتية من خلال طلاء أسوار الكورنيش ورفع القمامة من المناطق الأثرية، ولكن المسئولين وتحديدا الآثار لا تكتفي بإهمال المدينة فقط بل أنهم يضيعون مجهود الشباب، فمثلا قام الشباب بتنظيف كوبري محمد على الأثري وتركيب أبواب لحمايته وسلموه للآثار بعدها تركه الآثار للإهمال وتم خلع تلك البوابات وعادت الأمور أسوأ مما كان. وتابع أن «كل المحافظين دائما ما يتحدثون على تطوير المدينة ولم يفعل أيا منهم شيء على أرض الواقع، فكلها وعود في الهواء».