في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1977 صدرت جريدة الأحرار كأول صحيفة معارضة في مصر، وحول ظروف إصدار الجريدة يروي صلاح قبضايا قصة إصدار الأحرار في كتابه (صحفي ضد الحكومة) قال فيه: "اعتدنا دائما وبصفة منتظمة التردد على أستاذي جلال الحمامصي بمكتبه في أخبار اليوم، حيث كان يعد مقاله اليومي (دخان في الهواء)، وذات لقاء فوجئت بأن عنده ضيفا هو مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين وزعيم المعارضة بمجلس الشعب. ما إن رآنى الأستاذ الحمامصي حتى بادرنى قائلا: "هل ستعمل معنا في جريدة حزب الأحرار"، ودون تفكير قلت: إنه لشرف لى أن أعمل معك في جريدة معارضة. بعد ذلك اكتشف أستاذي أن عملية إصدار صحيفة جديدة هي عملية اقتصادية معقدة خاصة بعد الدراسة التي أعدها لهذا الغرض الدكتور صليب بطرس خبير الإدارة في مصر. في تلك الأثناء نجح الحزب الحاكم في إصدار جريدة حزبية هي جريدة مصر، وبدأت علاقة الحمامصى بالسلطة تسوء بسبب هجومه على جمال عبد الناصر في كتابه (حوار وراء الأسوار) واختفى مقال جلال الحمامصى من الأخبار. وقال لى الحمامصى إنه سيشارك فقط في الإعداد والتوجيه للجريدة مع ترك المسئولية كاملة لرئيس تحرير شاب، وإنه رشح لرئيس الحزب اثنين يختار منهما رئيس التحرير هما سمير عبد القادر وصلاح قبضايا. كانت هذه هي المرة الأولى التي يقترن فيها اسمى بلقب رئيس تحرير، وسافر الحمامصى إلى لندن في إجازة، ورفض موسى صبرى منح سمير عبد القادر إجازة بدون مرتب. وفى مكتب مصطفى كامل مراد وفى وجود الدكتور أحمد السيد درويش نائب رئيس الحزب وفكرى مكرم عبيد وكيل الحزب طالبنى مصطفى مراد بمواصلة الإعداد لإصدار الجريدة بوصفى رئيسا للتحرير. اعتذرت عن المنصب ورشحت عبد السلام داوود بدلا منى لكنه اشترط الاحتفاظ بمرتبه والعمود الذي يكتبه في الأخبار، وفى النهاية تمسك مصطفى مراد بى، وأجرى انتخابا بين أعضاء الحزب على اختيارى وتعيين على الفولى رئيسا لمجلس الإدارة، وهكذا أصبح أول رئيس تحرير يعين بالانتخاب في مصر.