يعد الدوار من أكثر الأعراض الرضية التى تتسبب فى قلق المريض من الخروج والصعود لأماكن مرتفعة بمفردة أو السفر عبر البحر ويقدم لنا الدكتور "ضياء الطيار"، استشارى أمراض الأنف والأذن والحنجرة دراسة كاملة عن الدوار معرفا إياه بأنه إحساس المريض بدوران الجسم أو المكان أو الاثنين معا وعدم القدرة على حفظ التوازن مما قد يؤدى إلى جلوسه أو الاستناد إلى شىء ثابت أو قد يتسبب حتى فى وقوعه، ويحدث كل هذا دون أن يفقد المريض الوعى. ويشير إلى أن السبب المباشر فى حدوث الدوار هو حدوث خلل فى وظائف الأذن الداخلية المسئولة عن الإحساس بالتوازن ويكون الدوار حينئذ مصحوبا بخلل فى الأداء الوظيفى للأذن أى ضعف بالسمع وقد يقع سبب الدوار خارج الأذن الداخلية مثل الخلل الباطنى. وعلى هذا يكون العلاج المباشر هو التعامل مع السبب الباطنى وعلاج الأعراض فقط. اما أعراض الدوار فى كل حالاته فتتمثل فى: الغثيان وقىء. وخفقان بالقلب وشحوب بالوجه والعرق والإحساس بالرغبة فى الذهاب للحمام لقضاء الحاجة. ويقول "الطيار" أن هناك عدة أنواع للدوار هى: 1- الدوار المصحوب بفقدان الوعى ويكمن فى الجهاز العصبى المركزى. 2- الدوار المصحوب بضعف فى السمع وهذا يكون فى الغالب بسبب مرضى عام ومن الأسباب المرضية العامة والشائعة. - حدوث خلل فى ضغط الدم انخفاضا أو ارتفاعا. - الإصابة بالأنيميا الشديدة. - اختلال منسوب سكر الدم ارتفاعا أو انخفاضا، وفى حالة انخفاض ضغط الدم يتم الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة بعد طول جلوس أو بعد السجود. 3- الدوار المصحوب بضعف فى السمع ويكون سببه فى الأذن الداخلية أو فى الأذن الوسطى مؤثرا على الأذن الداخلية إلا أنه توجد حالات قليلة جدا يكون سبب الدوار فيها هو وجود متاعب فى الأذن الداخلية لا تؤثر فى السمع مثل حالة الالتهاب الفيروسى لعصب التوازن. ويشير إلى أن الإحساس بالدوار دون تأثير على السمع يكون راجعا إلى سبب عام فى الجسم يؤثر على الأذن الداخلية، وعند علاج السبب العام تستريح الأذن الداخلية ويختفى الدوار. * وعن علاج الدوار يقول الطيار: إن العلاج ينقسم إلى نوعين هما: (أ) علاج أثناء حدوث الدوار ويشمل العديد من أنواع الإسعافات أهمها: 1- الراحة التامة. 2- علاج السبب إذا وجد. 3- تعاطى الكورتيزون تحت إشراف الطبيب المعالج. 4- تناول مدرات للبول لبعض الحالات. 5- العمل على تقليل النشاط الوظيفى للتغذية العصبية للأذن الداخلية ذلك أن هذه التغذية تؤدى إلى حدوث انقباض فى الشرايين المغذية للأذن الداخلية وبالتالى فإن الحد من هذا التغذية يترتب عليه زيادة كمية الدم التى تصل للأذن. 6- استعمال مهدئات لجهاز التوازن. 7- استخدام موسعات للشرايين. (ب) علاج دائم: 1- يتضمن العلاج الأساسى معرفة السبب وعلاجه سواء بالعقاقير أو العلاج النفسى أو التدخل الجراحى. 2- تناول أدوية تساعد على رفع كفاءة الأذن الداخلية. 3- تناول مهدئات للجهاز الدهليزى بالأذن الداخلية. وينصح الطيار مرضى الدوار بعدم التواجد فى الأماكن المرتفعة وعدم ركوب الأسانسير كثيرا كما أنه على المريض ألا يترك نفسه أثيرا للقلق والتوتر النفسى الذى يسببه الإصابة بالدوار لأنها حالة مرضية عادية جدا.