سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسرحية هزلية بين الإخوان والفلول على عرش الصحة بالدقهلية.. الجماعة تفرض رضوان بشريعة الغاب.. مفاوضات تنتهى بتناوب الكرسى يوم ويوم.. والمواطنون يدفعون خطأ اختيار مرسى رئيسا
مسرحية هزلية على خشبة المسرح السياسى بالدقهلية، تعكس مشاهدها إلى أى حد صارت منظومة الحكم فى مصر بلا كبير وبلا قانون بشكل يدفع فى اتجاه فوضى عارمة مستقبلا، فمنصب وكيل وزارة الصحة بالمحافظة صار ميدان معركة وكأنها مباراة صفرية بين المحافظ اللواء صلاح المعداوى وبين وزير الصحة محمد مصطفى حامد. "مقاومة الأخونة" الوزير والمحافظ، عين كل منهما وكيلا لوزارة الصحة أحدهما فلول وهو الدكتور السيد عبد الوهاب بقرار من المحافظ، والثانى إخوان وهو الدكتور راجح رضوان بقرار من الوزير، تأتى ضمن معركة الحياة والموت لمقاومة الأخونة، والتى يحصد خسائرها الإخوانية فلول النظام السابق، إذ لا يوجد فيها ناقة ولا جمل للثوار والقوى الثورية. ما يحدث مثير للضحك، ولكنه من المضحكات المبكيات لكونه يؤكد أن مصر دخلت فى عش دبابير، وليس فى نظام حكم واضح الملامح، وبدأ الصراع المحموم والذى ما كان يمكن تخيل حدوثه قبل مجىء مرسى الرئاسة حتى فى أكثر مسرحيات الكوميديا برفض الدكتور عبد الوهاب السيد، القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، تنفيذ قرار وزير الصحة بتعين الدكتور راجح رضوان المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين كوكيل للوزارة، مستقويا عبد الوهاب فى ذلك بالرفض الواسع للأخونة ومدفوعا بدافع وطنى، وهو التصدى لسياسة الاستحواذ الإخوانى على كل شيء فى الدولة، فضلا عن الخلاف بين المحافظ والوزير حول من له حق التعيين، وهو الأمر الذى قال الإخوان إنه من حق الوزير. " شريعة الغاب" الإخوان وبمنطق شمشون الجبار وشريعة الغاب التى لا تعرف القانون اقتحموا المديرية وحملوا راجح وأجلسوه على كرسى عرش مكتب المديرية، وذلك فى يوم الأحد الماضى فى واقعة شارك فيها نحو 50 إخوانيا من مفتولى العضلات. " فيتو" قامت بزيارة مكتب وكيل وزارة الصحة لرصد ما يحدث من جانب الطرفين فى سباقهم المحموم على المنصب، حيث أصبح الكرسى الآن بأسبقية الحجز فإن جاء الدكتور عبد الوهاب السيد مبكرا قبل الآخر يجلس على الكرسى، ويجعل المنتمين له يقفون على الباب لمنع دخول الوكيل الآخر، وإن قام عبد الوهاب من على الكرسى للقيام بجولة أو دخول دورة المياه يقوم راجح مسرعا على الكرسى ويجلس مكانه. مشادات كثيرة حدثت وما زالت تحدث بينهما بسبب الأسبقية على الجلوس وفى كل مرة يتدخل الموظفون غير المحسوبين على أى تيار تيار بإنهاء تلك الصراعات. "الكرسى بالتناوب" اليوم الأربعاء حدثت الانفراجة والمفاجأة بإمكانية إيجاد حل للأزمة فى جزئها الشخصى، وتتمثل فى اتفاقهما معا على الجلوس على العرش بالتناوب "يوم لك ويوم لى"، وهو نظام أشبه بسياسة الدور لحراس المرمى الأقوياء، وأحيانا لحراس المرمى المشاغبين فى كرة القدم، ويكون الكرسى البديل لجلوس كل منهما فى يوم تتويج الآخر هو مكتب الدكتور عبد الوهاب السيد كوكيل للمديرية القديم. ومع مشكلة الكرسى التى لم تنته بعد خرجت مشكلة أخرى، وهى التوقيعات، فالدكتور راجح رضوان يقوم بالتوقيع على القرارات الخاصة بالوزارة أما الدكتور عبد الوهاب فيختص بالتوقيع على قرارات المحافظ. وكانت المشكلة الأكبر هى المواطنين الذين لا يجدون ملجأ لهم، ويظلون ذهابا وإيابا على مكتب كل منهما لتوقيع الطلبات الخاصة بهم، ولكن المواطنين المنتمين لجماعة الإخوان يرفضون توقيعات عبد الوهاب السيد. "3 فرق" أما بالنسبة للموظفين فعلى حسب انتماءاتهم يتعاملون مع الوكيلين لتقسم المديرية إلى 3 أقسام، أحدها تابع لوكيل الإخوان، وآخر تابع لوكيل المحافظ، وثالث متفرج وسط حراسات من رجال الاثنين على أبواب المديرية والمكاتب خوفا من نشوب مشاجرات.