الشباب والرياضة تشكل لجنة لمراقبة الميزانية «المال السايب يعلم السرقة».. مثل شعبى قديم باتت معانيه تنطبق بكل وضوح على العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، والاتحادات الرياضية، خاصة وأن الوزير برهن بقوة على أن مصر دولة غنية ولا تعانى من أية أزمات اقتصادية من خلال مبالغ الدعم التي يخصصها للاتحادات الرياضية للمشاركة في البطولات الدولية والقارية أو حتى على مستوى استضافة البطولات المختلفة في مصر، ولكن يبدو أن غياب المحاسبة والرقابة من جانب الوزارة دفع الاتحادات إلى الاستهانة بأموال الدولة، وهو ما ظهر بقوة في البطولة الأفريقية لناشئات كرة السلة التي استضافتها القاهرة مؤخرا. مجلس إدارة اتحاد السلة برئاسة الدكتور مجدى أبو فريخة، يعانى أزمات كبيرة بعد أن رفض مجموعة من الأعضاء الموافقة على ميزانية البطولة الأفريقية، وأعلنوا أن الميزانية تضم العديد من المخالفات المالية التي تستوجب التحقيق من جانب الجهات الرقابية، وأن هناك عددا من بنود الميزانية تأتى بالمخالفة للوائح والقوانين المنظمة للعمل دخل المجال الرياضى والإداري. ورفض مجموعة الأعضاء وعلى رأسهم اللواء جاسر رياض التوقيع على اعتماد الميزانية خلال اجتماع مجلس الإدارة الأخير، وهو ما وضع رئيس الاتحاد في ورطة أمام وزارة الشباب والرياضة، التي طلبت الميزانية لاعتمادها، واشترطت أن يوقع مجلس الإدارة عليها في أسرع وقت، وهو ما لم يحدث في الاجتماع الأخير الذي شهد مناوشات بين الأعضاء. وعلمت "فيتو"، أن إجمالى ميزانية البطولة يقدر ب2 مليون جنيه، وأن الأعضاء خلال الاجتماع أكدوا أن التوقيع على الكشوف ومحضر المجلس سيضعهم أمام المساءلة القانونية، خاصة وأن وزارة الرياضة ستقوم بإرسال الميزانية إلى الجهاز المركزى للمحاسبات، وبناءً عليه اتخذ غالبية الأعضاء قرارا برفض الميزانية واتهام رئيس الاتحاد بمخالفة اللوائح والقوانين. ومن جانبه أكد أحد أعضاء المجلس، أن الميزانية تضم عددا من البنود المخالفة للوائح، من ضمنها مكافآت وهمية وأوامر إسناد مباشر بالمخالفة للقوانين، وأنهم سيقومون بتصعيد الأمر إلى نيابة الأموال العامة والنيابة الإدارية، بالإضافة إلى تقديم شكوى في إدارة الرقابة والمعايير بوزارة الشباب والرياضة، وأن الأمر لن يتم الصمت عليه. ومن المقرر أن ترسل وزارة الشباب والرياضة لجنة إلى الاتحاد خلال الأيام المقبلة، لمراجعة أوراق الميزانية خاصة بعد الشكاوى التي أرسلها أعضاء المجلس، ورفضهم التوقيع عليها أو اعتمادها، وهو ما ستنتج عنه أزمات كبيرة لرئيس الاتحاد خلال الفترة المقبلة.