سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاقات تاريخية بين «القاهرة ومدريد».. السيسي يلتقي وزير خارجية إسبانيا.. الرئيس يبحث تعزيز التعاون بين البلدين.. وأزمات ليبيا ومكافحة الإرهاب على مائدة المباحثات
يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، جلسة مباحثات مع وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل مارجايو. وتتناول المباحثات المصرية الإسبانية سبل تنمية التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات إلى جانب تبادل وجهات النظر حول أبرز وأهم القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في سوريا والعراق واليمن إلى جانب الأوضاع في فلسطين. علاقات تاريخية يذكر أن مصر اعترفت بحكومة الجنرال فرانكو في 24 فبراير 1939، وبعد رفع توصية الأممالمتحدة بسحب السفراء من مدريد أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسبانيا يوم 15 يوليو 1950 كما اتخذت العلاقات الإسبانية المصرية زخمًا جديدًا بعد تأسيس النظام الملكي الإسباني في شخص خوان كارلوس دى بوربون دون الأول في عام 1975. وتطور الاقتصاد الإسباني وتضاعف عشرات المرات على مدى السنوات الماضية، ولذلك فمن الأهمية بمكان بالنسبة لمصر جلب رءوس الأموال الإسبانية والاستثمارات لدعم الاقتصاد المصري، حيث وصلت الاستثمارات الإسبانية في مصر 700 مليون يورو في مجالات الغاز والأسمنت والسكك الحديدة، وتسعى القيادة المصرية حاليا زيادة معدل هذه الاستثمارات لتصل المليار يورو في المدى القريب ومضاعفة الرقم إلى 2 مليار في المدى المتوسط. الإرهاب وتسعى إسبانيا للاستفادة من التجربة المصرية الفريدة في مواجهة التطرف والإرهاب والجماعات المتطرفة بعد نجاحها في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين الجماعة الأم للتطرف، وخاصة بعد أن استقرت أركان الدولة المصرية بعد نجاحها في محاربة الإرهاب خلال العام المنصرم وأصبح لها تجربة مهمة في القضاء على الجماعات الإرهابية. لذا وجه ملك إسبانيا فيليبى السادس، دعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي للتباحث حول القضايا الإقليمية، وخاصة ملف الإرهاب والجماعات المتطرفة في إشارة إلى جماعة إيتا الانفصالية التي قررت التخلي عن العنف، ووضعت السلاح وسلمته للمملكة. كما تسعى مصر للحصول على التأييد الإسباني في محاربة مصر لجماعات التطرف في ليبيا؛ لأنها من الدول الثلاث المطلة على البحر الأبيض المتوسط، كما أنها من أعضاء الاتحاد الأوروبي. الثقافة كما لا يمكن إنكار العمق التاريخي للعلاقات المصرية الإسبانية لذا كانت ولا زالت الإسهامات التي قدمتها الأندلس ومصر في مختلف المجالات وخاصة المجال الفكري والفلسفي وامتدادها إلى المتوسط. ومن هذه الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال: المقريزي والقلقشندي والرحالة ابن الزبير المنتمي إلى مدينة بالينسيا الإسبانية والرحالة المصري لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبد الباسط والشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب. ومن الاسهامات التي ارتبطت بالمدن المصرية والإسبانية الرئيسية التي تألقت خلال نحو سبع قرون من التاريخ ومن بين المدن المصرية تأتى القاهرة والإسكندرية، حيث قضى ابن خلدون سنواته الأخيرة قبل وفاته. أما عن المدن الإسبانية فهي غرناطة، المدينة التابعة لحكم بني نصر والتي زارها هذا المؤرخ العظيم إلى جانب قرطبة وبالينسيا أو مورثيا - مسقط رأس ابن عربي - الذي كان له تأثير عميق على الفكر الصوفي في ذلك الوقت. العلاقات السياسية ترتبط الدولتان بعلاقات ثنائية متميزة يسودها تفاهم متبادل حول قضايا المنطقة وبما أسهم في متانة العلاقات الدبلوماسية وارتكازها على قاعدة من الشفافية والوضوح والتنسيق المستمر، وقد أعطى هذا الإطار السياسي دفعة قوية منذ تولى حكومة "خوسيه لويس ثاباتيرو" السلطة إثر فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات التشريعية في مارس 2004، والذي تجددت ولايته فترة تشريعية ثانية إثر فوز الحزب في الانتخابات العامة الأخيرة في مارس 2008. وتجسيدًا لمتانة العلاقات الثنائية واتساع دائرة التشاور والتنسيق السياسي بين الحكومتين فيما يخص القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك فقد وقع وزيرا خارجية البلدين على معاهدة الصداقة والتعاون بين مصر وإسبانيا بما يعتبر بمثابة نقلة تعاقدية وسياسية نوعية في العلاقات الثنائية، وتشكل إطارًا لكافة أوجه العلاقات بين البلدين.