أبلغني أنه يريد أن يؤسس لمنظمة أهلية تسهم في استعادة العلاقات مع أفريقيا.. وأنه يريد أن يؤسس لأكاديمية للإعلام الوطني بعد الذي يراه من تدهور في حال الإعلام المصري.. وأنه يريد أن ينظم مؤتمرًا للتعليم بعد التهور الذي جرى فيه السنوات الأخيرة وأن الدكتورة هالة سليط، الأستاذة الجامعية المصرية التي تقيم في لندن تشاركه الأفكار.. هو رجل أعمال بسيط وشريف.. يمتلك مكتبًا للتجارة ومزرعة صغيرة.. ليس من كبار رجال الأعمال ولا من ديناصورات الاقتصاد وليس من المنتفعين لا من الانفتاح الاقتصادي ولا من الخصخصة ولا من أي أزمات عانى منها الشعب المصري وليس من متهربي الضرائب.. إنما حبه لبلده يتفوق على الثروة بل على كل ما سواها.. ولذلك كان مستعدًا أن يرعى الأعمال السابقة ويشرف عليها رغم عدم ربحيتها وتكلفتها التي لا تؤتي ثمارها إلا حبا للوطن.. وبالفعل.. مرت الأيام وهو يعمل وينظم لمؤتمر عن "التعليم أمن قومي" طلب من متخصصين وضع الأوراق ودعا خبراء للحضور وللتحدث وقدم الدعوة لرموز فكرية وفنية فاجتمع المخرج الكبير جلال الشرقاوي مع المفكر الكبير الدكتور وسيم السيسي مع الإعلامية هبة رشوان، مع النائب تامر الشهاوي مع المخرج شريف عبد الطيف مع الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي الأسبق، مع رموز مصرية أخرى ووفود عربية كان أبرزها اليمن والإمارات، وكان اللافت للنظر الحضور الجماهيري الواسع من القاهرة ومن المحافظات وتكريم لشخصيات عامة رأوا أنها تلعب دورًا وطنيًا بأوراق فخمة للمؤتمر، فضلا عن إيجار القاعة وباقي الإنفاق المحيط بمثل هذه المناسبات فضلا عن التنظيم الدقيق للمؤتمر ولكل جوانبه! وبالأمس كانت شريكة حب الوطن والخير الدكتورة هالة سليط التي جاءت من لندن خصيصًا لتقدم لوطنها شيئًا يحتاجه ويستحقه.. كثيرون يحبون بلدهم.. وكثيرون يقدرون على ترجمة الحب إلى فعل.. وكثيرون يقبلون أن يكون الفعل مكلفًا وخصمًا من أعمالهم وصحتهم ووقتهم.. بل يشعرون بسعادة بالغة ورضا عن النفس لا مثيل له وهم يفعلون الخير للوطن وأهله.. والأجمل والأكثر تقديرا واحترامًا أنهم لا يبغون من وراء ذلك شيئًا.. فمستقبلهم مؤمن بفضل الله وهم متحققون في ذواتهم ناجحون في أعمالهم وتخصصاتهم ودوائرهم.. كل التحية لكل من يحب مصر وخصوصًا لمن يقدمون ضريبة الحب بكل الحب والرضا ! شكرًا مهندس عادل عزام.. شكرا الدكتورة هالة سليط.. فمصر بخير بأمثالكم.
