قال الروائي اللبناني إلياس خوري، أن المرشح العربي الوحيد لنيل جائزة نوبل للآداب ليس مرشحًا إلا بشكل افتراضي، فأدونيس مرشح دائم منذ أكثر من عشر سنين، وفي كل سنة يعلو اسمه في التكهنات، ثم لا شيء، وكأن ترشيح أدونيس تحوّل إلى إعلان سنوي بسقوط العرب في امتحانات نوبل! وهذا ظلم لأدونيس وللأدب العربي. وتساءل خوري خلال تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، كيف يستطيع الشاعر السوري تحمّل هذا الضغط النفسي السنوي الذي يوضع فيه؟. وأكد خوري أنه لا حل لهذه المعضلة، إلا بفوز أدونيس بالجائزة، وهو يستحق أكثر منها كشاعر، وهذا لا علاقة له بمواقفه السياسية والفكرية، وخصوصًا موقفه من مأساة سوريا، وهي مواقف تثير الكثير من الأسئلة والريبة، مؤكدًا أن الأزمة تتعلق بأن أدونيس لا يتصرف كشاعر فقط، بل هو صاحب رأي ثقافي في الحضارة العربية – الإسلامية، لا يخلو من بصمات استشراقية، كما أن مواقفه السياسية التي تدين الشعب ولا تدين النظام الاستبدادي إلا بكلمات غامضة، تسيء إلى شعره، وإلى دوره الكبير في صناعة مخيلة العرب الشعرية الحديثة. وأشار خوري إلى أنه يجب النظر إلى جائزة نوبل بصفتها جائزة تنطبق عليها إشكاليات جميع الجوائز، لكنها تمتلك خصيصتين: الأولى هي وزنها الاعتباري الذي يعطي نجومية الأدباء نجومية مضافة، بسبب استمراريتها وثباتها، وقيمتها المادية الكبيرة. والثانية هي أنها جائزة للأدب الغربي، وهذه هي المسألة التي يتجاهلها العرب والأفارقة والآسيويون وهم يندبون حظوظهم النوبلية العاثرة، وهي لا تُعطى لأدباء من خارج دائرة الأدب الغربي إلا نادرًا، وبهدف الإيحاء بأنها جائزة عالمية. وأكد خوري أن عالمية الجائزة تأتي من قوة المركزية الأوروبية، فكي يصير الكاتب عالميًا عليه أن يُترجم إلى الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، أما إذا تُرجم إلى الصينية أو التركية أو الفارسية، فهذا لا يساعده كي يحظى بلقب كاتب عالمي، قائلا: «إذا نظرنا إلى نوبل بصفتها جائزة ككل الجوائز التي تُعطى في الغرب، فإن هذا يحرر الساقطين الدائمين من شعوب العالم الثالث من الخيبة المستمرة، ويحرر العرب من خيبتهم السنوية التي بات يصاحبها للأسف فرح سنوي عند البعض، بعدم نيل أدونيس الجائزة.»