مدينة العمال بالسويس , يرمز لها ب «الترس» , ففيها العديد من الصناعات التى حرص الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على افتتاحها بنفسه بعد ان اختارها لتصبح مشروعا صناعيا قوميا , وهو ما جعلها دائما مصدر جذب للعمال على مستوى الجمهورية , فالصناعات فيها متعددة ومتنوعة كالبترول والموانئ والسيراميك والاسمنت والصناعات الغذائية. سعود عمر المستشار العمالى للاتحاد المصرى للنقابات المستقلة بهيئة قناة السويس قال : الحركة العمالية فى السويس تعتبر من طلائع الحركات العمالية فى مصر, واول اضراب عمالى فى مصر بعد ثورة يوليو كان فى السويس ، التى تتميز بتنوع الصناعات بها, حيث تحتوى على عدد من الصناعات الهامة, مثل النقل البحرى، والاسمدة ، وتكرير البترول، والمحاجر وهى صناعات وجدت قبل 1967, وبعد نصر اكتوبر جاءت الى السويس صناعات جديدة منها صناعة الغزل والنسيج والحديد والصلب وغيرذلك من الصناعات المعدنية والهندسية والملابس الجاهزة وصناعات السكر وصناعة السيراميك والاسمنت وصناعة الزيوت . السويس يوجد بها عمال يصل عددهم الى 325 الف عامل كحد ادنى وبطالة تقترب من 50 الف شاب -بحسب تأكيدات سعود عمر- ويعتبر البعض ان الحركة العمالية فى السويس خاصة فى 2006 كانت بداية نذير للثورة وبعدها جاءت احداث المحلة ،وفى 2007 كانت السويس تحتل المركز الخامس فى عدد الاحتجاجات العمالية، وهى قائمة على العدد السكانى 591 الفا ومع ذلك تحتل رقما متقدما فى الاحتجاجات العمالية . وبرغم انها اهم المحافظات الصناعية فى مصر إلا ان العمال فى السويس يعانون من ازمات ومشاكل كغيرهم من العاملين فى باقى المحافظات وخاصة مشاكل الاجور والمكافآت والتى كانت سببا مباشرا فى الاحتجاجات والاعتصامات على مدار السنوات الماضية, والتى وصلت الى حد الاضراب عن العمل كما حدث فى ميناء العين السخنة ضد شركة موانئ دبى وذلك لتحسين المرتبات وتوثيق العقود, وفقا لمعلومات سعود عمر. وفضلا عن شركة موانئ دبى, توجد شركات التوريد التى تختلف مع اصحاب الشركات وتضيع حقوق العمال بينهما, وايضا الحق فى العمل الذى ينتهكه اصحاب العمل وهناك وقائع فصل تعسفى تحدث لمن يقودوا الحركات الاحتجاجية وهناك قضية السلامة والصحة المدنية بالنسبة للعمال التى تقتضى طبيعة اعمالهم تأمينهم من الاضرار الصحية. ويقول سعود عمر ان عمال السويس يعانون مشكلة كبيرة فى الاجور والحصول على حقوقهم وما يحدث من اعتراضات سببه الرئيسى احساس العمال بالظلم من اصحاب العمل وبرغم الامتيازات التى يحصل عليها اصحاب الشركات إلا ان المستثمرين يقللون الاجور , والدولة مطالبة بوضع حد ادنى وآخر اقصى للاجور لحل هذه المشكلة. وبرغم أن السويس بها العديد من الشركات والصناعات إلا أنها تعانى من وجود عدد كبير من العاطلين ويرجع ذلك الى أن السويساستقبلت بعد الثورة 27 الف نسمة من الباحثين عن العمل , ويعانى العمال فيها من مشاكل يسهل حلها اذا توافرت الإرادة السياسية ويحتاج حلها لتفعيل دور النقابات العمالية لتأتى للعمال بحقوقهم ، وفق بنود المعاهدات الدولية، وشروط منظمة العمل الدولية وهى الحق فى عمل مناسب واجر مناسب وبيئة نظيفة وحماية الحريات النقابية. وعن الدور الذى يلعبه الاخوان فى الحركة العمالية بالسويس, يقول سعود إن الاخوان مكون سياسي كبير له عمال بشكل كبير ودائما ما يحاول جذب العمال اليه نظرا للكتلة التصويتية الكبيرة, لكن هناك رفضا حاليا للإخوان من قبل العمال، بسبب الممارسات السيئة للرئيس محمد مرسى والحكومة الاخوانية, واحتقان وغضب عمالى كبير من الاخوان، و ثورة داخل العمال ضد الجماعة , واتوقع فى ظل تردى الاوضاع الاقتصادية ان تنفجر قريبا خاصة بعد الدستور الجديد والذى تم تمريره , برغم انه دستور خطير ويهدر حقوق العمال ويسمح للرئيس بالترشح لمجلس الشعب كعامل!, فضلا عن الدم المهدر فى جمعة الخلاص.