كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يقول المجلس القومى للشهداء: إن ضحايا بورسعيد ليسوا شهداء لحين صدور القرار الجمهورى؟! .. قال: ساعتها يا بنيتى يجب أن نتساءل: هل مرسى بيده مفاتيح الجنة أيضًا؟!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول القاضى الذى حكم ببطلان إقالة النائب العام عبد المجيد محمود أن وسيطا نقل له عن وزير العدل: "أنا هتصرف معاك"؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتى لا بد وأن نتساءل: هل وزير العدل ضمن جيش المخابرات؟!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقبض على باسم يوسف بتهمة السخرية من الرئيس؟!.. قال: ساعتها يجب أن نسأل الذين قبضوا على باسم: لماذا تتركون محمد مرسى؟!.. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل..؟ وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيَّتى، أنتِ أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكِ أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور.