"ابنى حبيبى يانور عينى بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنينى طبعًا ماأنا أم البطل"، هكذا غنت شريفة فاضل في واحدة من أروع الأعمال الغنائية الوطنية، عبرت بصوتها الذي امتزج فيه الشجن بالقوة عن حزن أم الشهيد لفقدان ابنها وفرحتها في نفس الوقت لكونها أمًا قدمت لوطنها بطلا ضحى بروحه فداء لعزتها وكرامتها في حرب أكتوبر المجيدة. وروعة الأغنية تأتى من كلماتها الصادقة المعبرة عن قصة حقيقة حدثت مع شريفة فاضل نفسها والتي استشهد ابنها في حرب أكتوبر، فجاءت صرختها في الأغنية قوية ومؤثرة على مدى سنوات طويلة وحتى الآن، بجانب اللحن العبقرى والكلمات المؤثرة. وفى الذكرى 43 لحرب أكتوبر المجيدة، نتعرف على كواليس تلك الأغنية. قالت شريفة فاضل في أحاديث سابقة:" عقب استشهاد ابني في حرب أكتوبر طلبت من صديقتي الشاعرة نبيلة قنديل كتابة أغنية عن أم بطل، لرغبتي في وصول الأغنية لكل أمهات شهداء حرب أكتوبر، ومعبرة عن حبي لابني وحزني على فراقه، وتقديرها لكل شهيد ولكل أم فقدت ابنها في الحرب". بالفعل دخلت الشاعرة نبيلة غرفة الشهيد ابن شريفة فاضل لعدة دقائق، ثم خرجت وفي يدها ورقة بكلمات الأغنية، وعن تلك الكلمات قالت شريفة: "هزتنى بشدة وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطر بيضربوا بيك المثل رأيتها غير مناسبة لكنها صممت عليها". كان زوج الشاعرة الملحن على إسماعيل موجودًا، فأخذ الكلمات وعاد في اليوم التالي بلحن الأغنية وتوجهت شريفة في اليوم الثالث إلى ماسبيرو لتسجيل الأغنية، ومجرد أن غنت المقطع الأول سقطت من شدة التأثر، وتكرر هذا الموقف عدة مرات. سمعت أغنية شريفة فاضل المطربة فايزة أحمد، التي كانت موجودة بالاستوديو عن طريق الصدفة وقالت لها: "لو مش قادرة تغنيها بتغني ليه" وقالت شريفة إن هذا الجملة زادت من إصرارها وقررت أن تسجل الأغنية وحدث ذلك بالفعل بسبب تماسكها وإصرارها على خروج الأغنية للنور، ولم يستغرق تسجيلها أكثر من ساعات. بعد تسجيل الأغنية اعترض رئيس الإذاعة وقتها "بابا شارو" على طبيعة اللحن، لأن الملحن استخدم رتم الناى المزدوج، فكانت الأغنية حزينة جدا وقال بابا شارو:" الرتم بطىء كيف يسمعه الجنود على الجبهة"، وطلب من الملحن تسريع الرتم ورغم أن شريفة لم تكن مقتنعة بالرتم السريع لكنها سجلت الأغنية كما أراد رئيس الإذاعة، لكنها في الحفلات كانت تغنيها بالرتم البطىء لأنه يمس إحساسه ويعبر عن حالتها. وعن أصعب اللحظات والمواقف التي تعرضت لها عند غناء الأغنية قالت شريفة، إنها في إحدى الحفلات من شدة التأثر انفجر شريان في يدها واضطرت لاعتزال الغناء لفترة، ثم عادت بأغنية "آه من الصبر وآه"، للراحل منير مراد.