رغم تعليق واشنطن مفاوضاتها مع موسكو حول إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، إلا أن الأممالمتحدة عازمة على مواصلة الجهود لإيجاد حل للأزمة والمعاناة الإنسانية على صدارة أولوياتها. وتعهد المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا مساء أمس الاثنين، بمواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي في سوريا رغم قرار واشنطن تعليق مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار في هذا البلد. وقال مكتب دي ميستورا في بيان صدر في جنيف إن "الأممالمتحدة ستواصل الدفع بقوة من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع السوري بغض النظر عن النتائج المخيبة جدًا للآمال التي انتهت إليها المناقشات المكثفة والطويلة" بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وشدد بيان المبعوث الدولي على أن فريق العمل الإنساني التابع للأمم المتحدة في سوريا "سيواصل عمله الشاق من أجل المساعدة في إيصال المساعدات إلى المدنيين العزل في سوريا من دون عوائق"؛ وأضاف أن "الأممالمتحدة لن تسمح بأن يكون مصير الشعب السوري نزاعًا عنيفًا لا نهاية له". ويأتي بيان دي ميستورا عقب إعلان واشنطن تعليق مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في التاسع من سبتمبر بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف. وقال جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن هذا القرار "لم يتم اتخاذه بسهولة"، متهمًا موسكو وحليفتها دمشق بتصعيد الهجمات على مناطق المدنيين. فيما ردت موسكو بأنها "تشعر بالأسف من قرار واشنطن"، وذلك على لسان ماريا زاكاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، مشددة على أن الولاياتالمتحدة "تحاول إلقاء تبعة الفشل على غيرها، بعد فشلها في الوفاء بالتزاماتها التي عملت بنفسها على وضعها"، حسبما أوردت الوكالات الروسية. وفي الوقت الذي يحتدم فيه القتال في أطراف حلب على وجه الخصوص، يتبادل الطرفان الاتهامات، إذ تعتبر واشنطن أن موسكو أخفقت في كبح جماح قوات النظام السوري وشن ضربات جوية تستهدف المدنيين، بينما تقول موسكو إن الولاياتالمتحدة أخفقت في الفصل بين المعارضين "المعتدلين" وجهاديي تنظيم القاعدة. ويدرس مجلس الأمن الدولي مشروع قرار فرنسي لفرض وقف لإطلاق النار في مدينة حلب شمال سوريا وإنهاء جميع الطلعات الجوية العسكرية فوق المدينة وذلك في أحدث محاولة لممارسة الضغوط على روسيا وحليفتها سوريا لوقف الحملة الجوية في حلب التي أثارت غضبًا دوليًا وخاصة بسبب قصف المستشفيات. وأفادت وكالة فرانس برس، أن نص مشروع القرار وزع على أعضاء مجلس الأمن في عطلة نهاية الأسبوع، ومن المحتمل التصويت عليه هذا الأسبوع، بحسب دبلوماسيين. وبموجب مشروع القرار الذي شاركت إسبانيا في رعايته، فإن المجلس يهدد باتخاذ "إجراءات إضافية" في حال لم تلتزم الأطراف بوقف إطلاق النار، إلا أنه لا يدعو إلى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات أو استخدام القوة العسكرية. ويعرب مشروع القرار عن "الغضب من مستوى التصعيد غير المقبول في العنف" ويدعو جميع الأطراف إلى التطبيق الفوري لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف تحليق جميع الطائرات الحربية فوق حلب. ويدعو نص المشروع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الإسراع في تقديم خيارات لوضع آلية مراقبة لوقف إطلاق النار بمساعدة من الدول ال23 التي تدعم عملية السلام في سوريا. و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل