تكملة للمقال السابق الذي قلت فيه إن الإخوان ليسوا إخوانا وليسوا سُنَّة، أقول في هذا المقال إنهم أيضا ليسوا مسلمين! ولا يظن أحدكم أنني أوزع على من أريد "كروت" التكفير، فالكفر أصلا من الأمور الخفية التي يستبطنها الإنسان في نفسه، لا يعلمها أحد غيره، وإذا كانت المدرسة الفقهية في الإسلام من القرون الأولى قد اتجهت إلى جعل كل من هو غير مسلم كافرا، فإنني ضد هذا الفهم، فليس كل من لا يدين بديني كافرا، فالكفر شيء وعدم الإيمان شيء آخر، والكفر في الإسلام وفقا لما ورد في آيات القرآن الكريم هو "الستر والتغطية" أي أن الكافر هو من علم الحق ثم أنكره ولم يتبعه، وهذا معنى يختلف عن معنى "عدم الإيمان" لأن غير المؤمن هو واحد من بني البشر خلق اللهُ له عقلا، أي أنه لم يخلق عقل نفسه، وعقله هذا الذي خلقه اللهُ له لم يقتنع بالإيمان، سواء بالله أو بالإسلام، وبالتالي فهو غير مؤمن ولكنه غير كافر أي أنه لم يدرك الإيمان عقلا وقلبا ثم أنكره وستره وغطَّاه. ولذلك فإن شيخ الأزهر عندما أصدر بيانا قال فيه إن الدواعش ليسوا كفارا، أو إنه لا يستطيع أن يحكم بكفرهم فقد أصاب نصف الحقيقة لا الحقيقة كلها، أما الحقيقة التي نعرفها فهي أنهم ليسوا كفارا وليسوا مسلمين! فما هم عليه ليس هو الإسلام، ولا مقاصدهم هي مقاصد الإسلام، ولا أخلاقهم هي أخلاق الإسلام، ولا فقههم هو فقه المسلم الذي الذي أدرك الغايات الكبرى للإسلام، ولكنهم على شيء آخر بعيد كل البعد عن الإسلام، نفس الشيء ينطبق على الإخوان، فإذا كان مرشدهم الأول وهو في سبيل للتهرب من مسئوليته عن اغتيال النقراشي، قال في بيانٍ له إن من قتلوا النقراشي ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين، فإنني أضيف إلى ما قاله وأنا بصدد توصيف عقيدتهم، إنهم ليسوا كفارا وليسوا مسلمين، فلم يكن حسن البنا كافرا، ولكن ما خرج به علينا منذ عام 1928 ليس هو الإسلام ولكنه شيء منبت الصلة عنه، وكذلك كل من جاء بعده وصولا إلى محمد بديع ليسوا كفارا، ولكنهم أيضا ليسوا مسلمين، وكل من تبعهم أقول يجب أن تعلموا أنكم باتباعكم إياهم وسيركم وراءهم قد ضللتم، ولكن ضلالكم هذا هو من الضلال الفريد، لا أستطيع فيه أن أقول إنكم به قد كفرتم، ولكن بكل ثقة ومعرفة ويقين أقول إنكم أيضا لستم مسلمين.