أحيانا تجد الأم ابنها يتعلق بها أو بوالده بطريقة مبالغ فيها، قد تصل إلى حد البكاء والصراخ عندما لا يجده أمامه، مما يصيبهم بالانزعاج من هذا التعلق الزائد. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أنه يمكن علاج هذه السلوكيات السلبية من خلال بعض الحيل التربوية، التي تخلص الطفل من هذا التعلق الزائد، حتى لا يصل إلى المرض النفسي، ووهو ما توضحه في السطور التالية. لابد أن يحاول الطرف الذي يتعلق به الطفل أن يمنحه الثقة في أنه سيكون موجود دائمًا بجواره عندما يحتاج إليك، فهذا سيقلل هذه السلوكيات بشكل كبير. لابد أن يتحدث الأبوان مع طفلهما لكى يتعرفا على المشكلة وراء التصاقه الشديد بأحدهما أو كليهما. فعلى سبيل المثال، إذا تعرض الطفل للمضايقة أو الاعتداء في المدرسة وافتقد شعوره بالأمان، يجب أن يبذل الأبوان كل ما في وسعهما لإيقاف هذه المشكلة، ويجب أن يطمئن الطفل بشكل قاطع بقول: "نحن سنحل المشكلة، ولن يضايقك أحد مرة أخرى". إذا التصق الطفل بأحد الوالدين لأنه دائمًا الطرف الموجود معه، فلابد في هذه الحلاة من تنظيم التواجد بشكل متساو مع الطفل. على كلا الأبوان أن يشعرا الطفل بوجودهما معًا بجواره، لأن الأطفال يحتاجون عادة لأن يشعرا أن كلا الأبوين (وليس طرف واحد فقط) موجودان دائمًا إذا احتاج إليهما، وبمجرد أن يثق الطفل في ذلك، سيشعر بالأمان الكافي لاكتشاف العالم من حوله، وهو ما يفعله عادةً الأطفال الصغار. أحيانا يحاول الطفل أن يتلاعب بأبويه بمحاولة الإبعاد بينهما، بالتصاقه الدائم بالطرف الذي ينفذ له ما يريد، وهنا يجب أن يتضامن الأبوان، وأن يوضحا للطفل أنهما كيان واحد، وأي قرار يتخذونه سويا، حتى يفهم أن القرار ليس في يد طرف واحد، بل هو قرار أبويه معًا. إن كان الطفل شديد التعلق بالأم لأنها المسئولة عن رعايته في كل كبيرة وصغيرة، فلابد أن تقوم هي أيضا بإشراك الأب في رعاية الطفل تدريجيا، لكى يشعر الطفل بارتياح في أن يذهب إليه، ويطلب منه تلبية بعض احتياجاته. من الضروري أن يقضي الوالدان وقتا مع طفلهم وبشكل منتظم، مع قضائه بعض الوقت مع كل منهما بمفرده، حيث أن ذلك يؤتي بنتائج مذهلة، فلا يساعد ذلك فقط في زيادة الترابط والتقارب بين الطفل وأبويه، لكن أيضًا يُظهر ذلك للطفل أن هناك أوقات منتظمة ومحددة للتواصل مع أبويه مما سيجعل الطفل يفهم مع الوقت أنه لا يستطيع الاستحواذ على أبويه تمامًا طوال الوقت.