"الحديد والنار"، هم أدواته و"الدخان وبراده الحديد الساخن" بيئته، "ونقص الأكسجين والغازات القاتلة للحهاز التنفسى"، يهددونه بالموت.. الحداد أو يطلق عليه في محافظة المنيا "ضارب النار بالحديد"، فعلى الرغم من كل التحديات التي تشهدها حرفة الحدادة بشكلها التقليدي، إلا أنها ما زالت تروي أحداث الماضي، وأصبحت مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. 100 عام عمر الحدادة في منزلنا يقول خالد محمد على محمود، حداد، من مدينة المنيا، 45 عاما، بوجه مغطئ بالأتربة يرسم متاعب المهنة: "ليس من السهل على أي أحد أن يمتهنها بسهولة.. الحدادة مهنة تحتاج إلى تدريب منذ الصغر وهواية فنية تساعده على رسم شكل مصنوعاته، فقد توارثت مهنة الحدادة من والدى وتوارثها والدى من جدى، ومهنة الحدادة في منزلنا مر عليها أكثر من 100 عاا". تسليخ الجلد وحساسية العيون ولفت خالد إلى أن للهمنة متاعب صحية ناتجة عن طبيعة العمل؛ حيث تؤدي ارتفاع درجة حرراة الجو في مكان العمل ب"حساسية العين والجيوب الأنفية"، والتعرض اليومي لأكثر من 6 ساعات متواصلة للحرارة العالية أصابه بحساسية شديدة في العينين، والتهاب الجهاز التنفسى، بخلاف الحروق المتكررة في جميع أنحاء الجسد، و"تسلخ الجلد"، من أكثر الأمور التي يعاني منها بسبب عمله لفترات طويلة أمام الفرن. وأكد خالد أن المهنة شهدت تطورا كبيرا، ففى البداية كانت معروفة أن مهنة الحداد مقتصرة على صناعة النوافذ والأبواب وتركيبها، أما الآن فالحداد يتدخل في عمل الديكورات الحديثة.