يستعد الفرنسيون كأقرانهم فى شتى أنحاء أوروبا والعالم الغربى (الكاثوليكى) للاحتفال غدا الأحد، بعيد القيامة المجيد. تبدأ الاحتفالية فى الظلام وحول لهب النار الفصحية المقدسة، حيث يتم إشعال شمعة كبيرة تدل على قيامة المسيح، وإنشاد الترانيم، وبعدها يتم قراءة أجزاء من العهد القديم من الكتاب المقدس. ومنذ أسابيع تزينت واجهات المحلات والمتاجر الفرنسية "بالأرانب" المتنوعة والبيض الملون والأجراس المصنوعة من الشيكولاتة على اختلاف أشكالها وحجمها حيث إن "الأرنب" ليس تقليدا حديثا، إنما يعود إلى زمن ما قبل المسيحية فى أوروبا، حيث كانت شعوب الساكسون فى أوروبا تحتفل بعيد الخصوبة فى أول أيام فصل الربيع وترمز إلى إله الخصوبة بالأرنب، نظرًا لخصوبته العالية ولتزامن عيد الفصح أو عيد القيامة وارتباطه مع الانقلاب الربيعى وورث المسيحيون فى القرون الوسطى هذا الرمز، ثم نقله الأوروبيون المهاجرون إلى القارة الأميركية. وظل استعمال "أرنب العيد" محصورا فى المجتمعات الألمانية حتى نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، ظانًّا من الأجداد أن الأرنب هو من يحضر البيض الملون المصنوع من الشوكولاتة المرافق لأعياد الفصح، ويخبؤه فى مكان ما لتتحول هذه الأسطورة لتقليد بوضع مجسم للأرنب فى كل بيت مع سلة تحوى البيض الملون. وفى صباح العيد ينطلق الأطفال بحثًا عن مكان الأرنب الحامل للبيض ما جعل هذه الشخصية هى أشبه بشخصية "سانتا كلاوز" المرافقة لأعياد الميلاد. ووفقا للتقاليد الفرنسية فإن البيض الملون يعود إلى العصور القديمة، حيث إنها تشكل رمزا للخصوبة والتجديد كما أنه يرمز إلى الصوم الكبير الذى يدوم أكثر من 50 يوما.. وخلال عصر النهضة، تم استبدال بيض الدجاج الملون إلى البيض المصنوع من الشيكولاتة والمغلف بأوراق ملونة.