سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة ألبان الأطفال في مصر.. ثورة الأمهات بعد وقف البيع في الصيدليات.. الصحة: نطبق منظومة «الميكنة» في 9 محافظات.. ونقابة الصيادلة: عجز 5 ملايين عبوة.. والجيش يضح 30 مليون علبة لتهدئة المواطنين
تفاقمت أزمة ألبان الأطفال في مصر أمس الخميس خاصة بعد قرار وقف بيع الألبان من المقر الرئيسي للشركة المصرية للأدوية، الأمر الذي أثار غضب المواطنين، واشتعلت "ثورة لبن أطفال"، وبين الأخبار المتداولة تخبط المواطن في فهم الأزمة ما بين نقص الألبان ونقل منافذ البيع، حتى تدخلت القوات المسلحة للسيطرة على غضب الأهالي بإعلانها توزيع 30 مليون علبة لبن، الأمر الذي أثار الجدل حول إلقاء الحكومة مهامها على الجيش. وتوضح "فيتو" في التقرير حقيقة أزمة الألبان في مصر، وتدخل الجيش لإنهائها. وقف البيع بالمقر الرئيسي تجمهر عشرات المواطنين أمس الخميس أمام الشركة المصرية للأدوية على كورنيش النيل بجوار معهد ناصر بالقاهرة، وفى شارع البحر بطنطا، للحصول على «علبة لبن»، بعد أن قررت الشركة وقف بيع الألبان في مقرها الرئيسى، واعتدى المواطنون على عدد من العاملين بالشركة بالضرب لعدم توفير الألبان، وقطعوا الطريق احتجاجًا على قرار وزير الصحة بتوزيع الألبان عبر منافذ «الأمومة والطفولة». 18 مليون علبة وأكد الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، عدم وجود أزمة بشأن ألبان الأطفال، مشيرًا إلى أن الأزمة الحقيقية تتمثل في عملية سوء التوزيع وأن الدولة تقوم بدعم الألبان ليحصل عليها المستهلك بما يعادل 3 جنيهات ونصف الجنيه، حيث إن الدولة تدعم الألبان ب450 مليون جنيه شهريًا. وقال وزير الصحة: «لدينا 18 مليون علبة لبن وستقوم الوزارة بتوزيعها من خلال تطبيق منظومة الكارت الذكى، ولن يتم توزيعها من خلال الصيدليات »، وأعلن تطبيق منظومة ميكنة صرف ألبان الأطفال المدعمة في 9 محافظات حتى الآن، لافتًا إلى أنه سيتم تعميم المنظومة في جميع محافظات الجمهورية. وأكد عماد أن مشروع ميكنة ألبان الأطفال المدعمة يتضمن 1005 منافذ توزيع في 27 محافظة، منها 525 منفذا تابعا لبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين، و480 منفذا جارٍ تجهيزها. وحول مظاهرات "معهد ناصر"، ذكر وزير الصحة: "اكتشفنا بيع مركز آغا خان التابع للشركة المصرية لتجارة الأدوية اللبن المدعم لمحال الحلويات فتم على الفور إخلاء هذا المركز، ما أدى إلى تجمهر عدد من الأهالي حول المركز للحصول على اللبن بالقوة". مصلحة المصريين وأوضح الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، أن منظومة "ميكنة لبن الأطفال" في صالح المصريين والدولة، مشيرا إلى أن صرف الألبان للمصريين سيكون من خلال بطاقات ذكية وليس من خلال الصيدليات، وهذا يقضي على السوق السوداء. وأضاف "مجاهد"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حقائق وأسرار" مع الإعلامي مصطفى بكري، المُذاع على فضائية "صدى البلد"، أن علبة اللبن المدعمة تقدم للمواطن ب 5 جنيهات في مقابل 60 جنيها في الصيدليات. زيادة الأسعار ونفى "مجاهد" خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "عين على البرلمان" المذاع على فضائية "الحياة 2" أمس الخميس، كافة الأخبار المتعلقة بزيادة أسعار لبن الأطفال، موضحًا أن سعر اللبن للأطفال دون 6 أشهر كان سعره 3 جنيهات وربع الجنيه وبعد الزيادة ارتفع ل5 جنيهات فقط، لافتًا إلى أن دعم الدولة للألبان لمن هم دون 6 أشهر يصل إلى 450 مليون جنيه سنويًا. وأضاف أن سعر علبة اللبن للأطفال فوق 6 أشهر كانت ب17 جنيها أصبحت 26 جنيهًا لأنه غير مدعوم من الدولة بحجة أن الطفل لا يعتمد على اللبن كمصدر أساسي في الغذاء، مشيرا إلى أن السعر الحقيقي لعلبة لبن للأطفال دون سن 6 أشهر 25 جنيهًا ولكن سعرها في الأسواق 5 جنيهات نتيجة الدعم التي تقدمه الدولة. قرار كارثي وأدانت نقابة صيادلة مصر القرارات الكارثية لوزارة الصحة بسحب توزيع ألبان الأطفال المدعمة من الصيدليات العامة، حيث إنه بهذا القرار غير المدروس أغلق 60 ألف منفذ (صيدلية عامة) لتوزيع الألبان مع العلم أن الصيدلية تقدم هذه الخدمة بدون هامش ربح ولكنها رسالة. وأكدت في بيان لها أمس، أن وزير الصحة أصدر قرارا بتقليل عدد الألبان المدعمة في مناقصة هذا العام من 21 مليون عبوة للعام الماضي ليصل إلى 18 مليون عبوة هذا العام، ورفض وضع حد أقصى لألبان الأطفال غير المدعمة اقتداءً بدول مجاورة مثل السعودية بعد مطالبات رسمية عديدة من نقابة الصيادلة، مع العلم أنه في حالة عدم توافر الألبان المدعمة في مراكز الطفولة والأمومة فإنه على الأسرة شراء الألبان غير المدعمة بأسعار تبدأ من 57 جنيها للعبوة. تدخل الجيش وبعد تفاقم الأزمة في الشارع المصري، اضطرت القوات المسلحة التدخل لإنهاء الأزمة، حيث قال الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة: «إن القوات المسلحة اشترت 30 مليون علبة ووضعت عليهم لوجو القوات المسلحة ليتم بيعها بالصيدليات ب30 جنيها للعلبة بعد أن كانت تباع ب60 جنيها». الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول تدخل الجيش ب30 مليون علبة لبن، في ظل الأزمة الحالية، لكن للحقيقة بعد آخر، حيث إن هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة منذ تنظيمها بشكلها الحالي عام 1959، وهى شريك أساسى في القطاع الصحى بمصر ممثلة في إدارة الخدمات الطبية. كما أن الهيئة شريك أساسي للشركة المصرية للأدوية في استيراد لبن الأطفال، وفي 27 يوليو الماضي، أكد الدكتور شريف السبكي، العضو المنتدب للشركة المصرية للأدوية، إحدى شركات قطاع الأعمال المسئولة عن توريد ألبان الأطفال المدعمة لوزارة الصحة، أن إدارة الخدمات الطبية التابعة لهيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة تتولى حاليًا مهمة استيراد مليون علبة ألبان للأطفال من أمريكا، عبر مناقصة عامة. وهي المرة الأولى التي تحدث في مجال استيراد ألبان الأطفال عبر القوات المسلحة، إسهامًا منها في تخفيف الأعباء عن الحكومة وضخ كميات أكبر إلى السوق المحلي، ومحاربة الغلاء والإستيراد بأسعار أرخص بكثير من الشركات الحكومية. وأوضح السبكي في تصريحات خاصة أن القوات المسلحة تستورد ألبان خالية من الهرمونات النباتية وبنفس جودة منتجات الشركات العالمية التي تتعامل معها وزارة الصحة والسكان، وبأسعار أرخص 50% من الموجودة في السوق المحلي الذي يتراوح فيه سعر العلبة ما بين 55 إلى 75 جنيها. وأشار إلى أن المليون علبة ألبان للأطفال سوف تصل إلى القاهرة في غضون شهرين من الآن، ويصل سعر العلبة الواحدة إلى 27 جنيها، يتم بيعها إلى الشركة المصرية للألبان "ايجي ميلك" بسعر 33 جنيها. كما أنه في 26 يوليو العام الجاري، أكد اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، خلال لقائه بوزير الدفاع، أن القوات المسلحة المصرية تشارك في حل أزمة الألبان باستيراد 21 مليون علبة ألبان بسعر منخفض وطرحها في السوق، كما تساهم في حل أي أزمات أخرى تواجه المجتمع.