مصدر: تورط كبار الشركات الخاصة واصحاب صيدليات في الأزمات الموسمية
صرخات غضب واستياء، دموع أمهات، مناشدات ولطم على الخدود، مشاهد تكررت السنوات الماضية مع كل ازمة تتكرر بشأن اختفاء ألبان الأطفال المدعمة وارتفاع اسعارها. المشهد بات معتادا إلا أن ما زاد الطين بلة هذا العام هو تصريح وزير الصحة بأن الامهات اللاتي خرجن يبحثن عن لبن للأطفال مأجورات وأصحاب أجندات.
أزمة هذا العام نتجت إثر اتخاذ قرار غير مدروس من وزير الصحة الذي برر فشله باتهام الامهات بتلك التهم، وجاء قراره بشأن بدء توزيع الألبان بالكروت الذكية بأكثر من 1000 منفذ بمحافظات الجمهورية بدءًا من سبتمبر الجاري. كما رفعت وزارة الصحة سعر اللبن المدعم بنسبة 40%، وعلي الرغم من ذلك لم يتمكن الأهالي من الحصول على الألبان لعدم توافرها في المنافذ. الأزمة لم تقتصر على العام 2016 بل أنها أصبحت موسمية تتجدد كل عام ويرتفع سعرها إلى اربعة أضعاف، وفي السطور التالية ترصد" الصباح" مواسم بيزنس تجارة لبن الأطفال. بيزنس"لبن الأطفال"
أزمة 2013 في عام 2013 اختفت عبوات الألبان المدعمة من الصيدليات والاسواق، وكان سعر العلبة لا يتعدى ثلاثة جنيهات لتباع في السوق السوداء بنحو 40 جنيها , وقد اشارت بعض التقارير إلى تورط أصحاب صيدليات كبرى في الأزمة وقتها وجنيها ملايين الجنيهات إثر الأزمة، ورغم ذلك قالت الدكتوره" ولاء فاروق" مديرة إدارة الدعم ونواقص الأدوية بوزارة الصحة وقتها، إن اللبن المدعم متوافر بجميع مراكز الأمومة وأن المشكلة التي تتردد من حين إلي آخر هي عدم انطباق الشروط المتوافرة في تقديمه للأسر والأمهات . كما جاء تصريح ل "مكرم رضوان "عضو لجنه الشؤن الصحية بمجلس النواب حين ذاك قال فيه إن القوات المسلحة وفرت الألبان للأطفال من خلال توفير العملة الصعبة والدولارات لحل المشكلة مع المستوردين، مشيرا إلي أن القوات المسلحة أنشئت مصانع حربيه للأدوية وألبان الأطفال .
أزمة 2014 تجددت الأزمة تارة اخري في عام 2014 ووصل سعر العلبة إلى نحو60جنيها في السوق السوداء ، بعدها وافق مجلس الوزراء علي دعم استيراد ألبان الاطفال لإتاحة توزيع العبوات من خلال مراكز الرعاية الصحية الأساسية ووافق المجلس أيضا علي دعم الاحتياجات الملحية من البان الاطفال والتي تكلف الدولة نحو 530 مليون وتغطي احتياجات 250 ألف طفل علي مستوي الجمهورية، ويصل سعر العلبة الواحدة 3 جنيها وتكلف الدولة 27 جنيها والعلبة المباعة ب12 جنيها وتكلف الدولة 18 حنيها . أزمة 2015 العام الماضي وصل سعر العلبة في السوق السوداء إلى نحو ال 100جنيه وحينها استغاثت الشركة المصرية لتجارة الأدوية, بالرئيس عبدالفتاح السيسي في بيان لها أنه منذ أكثر من 20 عاما تقوم الشركة المصرية لتجارة الأدوية باستيراد ألبان الأطفال طبقا للقواعد التي وضعتها وزارة الصحة, وتحت إشرافها, والأغلبية منه توزع عن طريق مراكز الأمومة والطفولة ، وأنه ورد إلي الشركة في خطاب من وزارة الصحة مفاداة إلغاء مناقصة ألبان الأطفال بعد التشاور مع شركات القطاع الخاص، وأنه سوف يتم إسناد استيراد الألبان عن طريق إحدى الجهات السيادية, ولكن الأخطر من ذلك ان يتم أيضا العمل علي إسناد عملية التوزيع علي شركات القطاع الخاص. ولا تعلم الشركة السبب في أن يتم سحب هذه الأدوية المهمة والحساسة والتي تخص أطفال مصر من شركات قطاع أعمال عام إلي شركات القطاع الخاص, والتي أدت إلي حدوث الأزمة . أزمة 2016: الأزمة الراهنة ما زالت تلقي بظلالها على الشارع المصري ، والتي تدخل فيها الجيش لحلها بضخ ملايين العلب منعا لتفاقم الأزمة . الملفت في الأمر أن وزير الصحة جاء رده مهينا لسيدات مصر وقال إنهن مأجورات واصحاب أجندات فيما جاء ببيان للقوات المسلحة أن الشركة المختصة باستيراد عبوات لبن الاطفال تقوم باحتكارها للمغالاة في سعرها ، ما تسبب في زياده المعاناة علي المواطن البسيط ، وأن دور القوات المسلحة هو التعاقد لإبقاء سعر عبوات الالبان الاطفال ب 30 جنيها بدل من 60 جنيها . يأتي ذلك فيما أكد مصدر في وزارة الصحة أن الأزمة الموسمية تنتج بفعل أصحاب الشركات والصيدليات الكبرى الذين يستفيدون من رفع الأسعار وبيع الألبان في السوق السوداء وأن الأمر سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة بالمستندات.