حالة من الغليان تشهدها الساحة الفنية خلال الأيام الأخيرة، بعد تعنت الرقابة على المصنفات الفنية تجاه أفلام العيد، ووضعها شروطا حادة لإجازتها وتمريريها لدور العرض، كما لم تسلم هذه الأفلام من مقص الرقيب الذي صال وجال في كل المشاهد، دون أن يعبأ بشيء. البداية مع فيلم "كلب بلدي" للفنان أحمد فهمي والإعلامي أكرم حسني، الذي اعترضت الرقابة في بداية الأمر على اسم الفيلم، ودارت المناقشات حول اسمه الذي اعترض عليه خالد عبدالجليل رئيس الرقابة، إلا أنهما أكدا له أن الرقابة ليس لها علاقة باسم الفيلم، خاصة أنه لا يخدش الحياء أو يسيء لأحد. الرقابة أجازت اسم الفيلم إلا أنها قامت بحذف عدد من المشاهد والألفاظ التي جاءت على لسان أحمد فهمي وأكرم حسني، والتي وصفتها بغير اللائقة اجتماعيا، كما حذفت بعض العبارات السياسية التي رددها أكرم حسني بالفيلم واعتراضه على النظام الحالي وتهكمه على ما تفعله الحكومة بشكل ساخر. أما فيلم "البس عشان خارجين" الذي يقوم ببطولته الفنان حسن الرداد وإيمي سمير غانم فخاض المنتج أحمد السبكي معركة من أجل تمرير الفيلم بهذا الاسم إلا أنه فشل، حيث أكدت الرقابة أن اسم الفيلم غير لائق وبه بعض الإيحاءات الجنسية التي لا يجوز السماح بها، ليتغير اسم الفيلم إلى "مهمة مش سهلة". ولم يسلم الفيلم أيضا من مقص الرقيب الذي تجول في عدد من مشاهده ليحذف بعض مشاهد الرقص بالفيلم خلال الأغنية التي قدمها محمود الليثي ضمن أحداث الفيلم. الأزمة الكبري التي تعيشها السينما حاليا هي أزمة فيلم "جواب اعتقال" حيث أكد مصدر من داخل الرقابة أن الرقابة أصدرت قرارا بوقف الفيلم نهائيا وعدم التصريح به. وأوضح أن هناك جهة سيادية استدعت المخرج محمد سامي وأحمد السبكي للاستفسار عن بعض المشاهد داخل سيناريو الفيلم وسبب تنفيذها، ومن بينها قيام خالد الدجوي الذي يجسد شخصيته الفنان محمد رمضان بدخول معسكر للأمن المركزي وقتل كل العساكر والضباط الموجودين به. ولم يكن هذا هو المشهد الوحيد الذي اعترضت عليه الرقابة فهناك مشهد آخر وهو إهانة خالد الدجوي الشرطة، حيث ذهب ليسلم نفسه بمقر الأمن الوطني في الوقت الذي تقوم الجماعة الإرهابية التي هو قائد جناحها العسكري بتنفيذ 6 عمليات تفجيرية منها مبني الأمن الوطني المتواجد به خالد الدجوي، ليكشف أنه سلم نفسه كنوع من التمويه على هذه العمليات. أما فيلم حملة فريزر الذي يقوم ببطولته الفنان شيكو وهشام ماجد، فأيضا تعرض لحذف بعض مشاهده التي احتوت على ألفاظ سوقية وشتائم وإيحاءات جنسية، حيث أكد مصدر من داخل الرقابة أنهم لن يسمحوا بتمرير الألفاظ التي جاءت على لسان أبطال الفيلم. أما فيلم "ألماظ حر" للفنان أحمد حلمي ودنيا سمير غانم، فأكد مصدر من داخل الرقابة أنه لم يحصل على الإجازة حتى الآن، حيث إن فريق عمل الفيلم بدأ تصويره قبل إجازة الفيلم من الرقابة، وهذا ما سوف يخلق صداما حادا خلال الأيام القليلة القادمة.