لم ألتق بالدكتور «محمد عبد العاطى» وزير الموارد المائية والرى إلا مرتين.. الأولى كانت عقب حلف اليمين الدستورية لأبارك له منصبه الجديد كوزير للرى.. والثانية كانت منذ أيام عندما طلبت منه إجراء حوار صحفى فرحب بشدة، وقال لى إنه شرف كبير لأى وزير أن يحاور «سطوطة هانم الفنجرى».. وبالفعل ذهبت إلى مكتبه ومع فنجان القهوة دار بيننا هذا الحوار: قال: نورتى الوزارة ياسطوطة هانم قلت: هو إنتو خليتوا فيها نور ولا حتى ميه يامعالى الوزير؟! قال: طب ليه الدخلة الشمال دى ياخالة سطوطة قلت: أصلك يعنى مش جايب لنا خبر عن سد النهضة واللى بيجرى فيه! قال: والله علمى علمك ياخالة.. لكن أنا عايزك تطمنى خالص! قلت: طب أطمن إزاى والبلد هتموت من العطش كمان كام سنة قال: مين المجنون اللى قال كدا قلت: علماء الرى اللى زى حضرتك هما اللى قالوا إن سد النهضة هيؤثر على حصة مصر من المياه ياعمنا! قال: دى ناس بتحسبها بالورقة والقلم والمسطرة حرف T قلت: أمال إنت بتحسبها إزاى يا معالى الوزير؟! قال: بالتوكل على الله! قلت: إزاى يعنى؟! قال: إثيوبيا بنت السد خلاص ياهانم ومافيش فايدة إنها تتراجع.. فأنا قلت «حسبى الله ونعم الوكيل فيكى يا إثيوبيا» والحمد لله كسبنا الجولة الأولى من المعركة! قلت: إزاى يعنى؟! قال: الفيضانات نزلت من عند ربنا ياهانم والمياه عبرت سد النهضة ووصلت السودان وملأت بحيرة ناصر.. يعنى بقى عندنا مخزون ميه يكفينا لمدة سنتين كمان! قلت: طب وبعد السنتين دى هنعمل إيه يا هندسة؟! قال: هرجع تانى وأقول حسبى الله فيكى يا إثيوبيا وأكيد هينزل فيضان تانى! قلت: دا إنت شكلك دارس هندسة الفيضانات بإمتياز! قال: كله بفضل الله ياخالة! قلت: طب لو حصل ومشيت سيادتك من الوزارة.. الوزير اللى بعدك هيعمل إيه؟! قال: ماهو لازم الوزير اللى ييجى بعدى يكون راجل بركة علشان لما «يتحسبن» ربنا يتقبل فتنزل الفيضانات! قلت: أمال إيه حكاية المفاوضات اللى شغالة وإن مصر قدمت وثائق تثبت عدم حق إثيوبيا في بناء سد النهضة؟! قال: دى حاجات أنا ماعرفش عنها حاجة.. وماحدش بيقولى على حاجة.. يعنى زيى زيك ياخالة! قلت: أمال مين اللى يعرف؟! قال: اسألى وزير الخارجية أو سفير مصر في إثيوبيا! قلت: طب الناس دى إيش تفهم في السدود والمياه علشان تتفاوض؟! قال: إزاى بقى.. دا وزير الخارجية رمى مايك قناة الجزيرة في الأرض! قلت: وهو دا يعنى اللى هيحل مشكلة سد النهضة؟! قال: طبعا! قال: لا أعلم.. ومن قال لا أعلم فقد أفتى!