موقع استراتيجى يحتله مقهى «نادى رمسيس»، لقربه من نقابات الصحفيين والمحامين والمهندسين، المقهى يرتاده فنانون وصحفيون ومحامون وتجار الأسمنت الكبار، واللافت أن «الخُرس» اتخذوه محلاً مختاراً لهم يتحدثون بلغة «الاشارة»، وحاول «الشواذ» ارتيادها ولكن أصحاب المقهى طردوهم شر طردة! جاء مصطفى طايل من المنوفية لا يملك إلا قوة ساعده، فعمل بمقهى «مظلوم عزام»، وبعد سنوات من الكفاح قام بتأجير مقهى «نادى رمسيسس» - فى بداية ستينيات القرن الماضي- بمبلغ كان كبيراً آنذاك وهو جنيه واحد شهرياً، وصل الآن إلى 061جنيهاًَ، وهذا المبلغ الآن لا يشترى بنطلوناً! زبائن المقهى أطلقوا عليه «مقهى المحامين» لقربه من نقابتهم، وآخرون يطلقون عليه «مقهى الخُرس» لتوافد كثيرين منهم بحثاً عن عمل، و«مقهى الاسمنت» لوقوعه بالقرب من شركة السويس للأسمنت وجلوس كبار تجار الاسمنت الذين يحددون سعر البيع، كما أن طلاب «أكاديمية السادات» يفضلون ارتيادها وكذلك الصحفيون. سيد مصطفى طايل -ابن صاحب المقهي- يحكى عن تاريخ وأحداث المقهى قائلاًَ: كان أشهر زبائن المقهى من الكبار، منهم الصحفى نبيل عصمت «أخبار اليوم» والذى يتمتع بشعبية كبيرة فى المقهي، والصحفى عادل حمودة ورجل الأعمال نصيف قزمان، والصحفى إبراهيم عيسى والأديب إبراهيم داوود والصحفى إبراهيم منصور، وكان الفنانان محمد رضا وعبدالله غيث -رحمهما الله- من أشهر روادها، أما الآن فيتردد عليها طلعت زكريا ومحمد فؤاد والمخرج فهمى الخولي. «تعلمت من والدى الالتزام واحترام المكان والزبائن» هكذا يقول طايل ويحكى عن نوادر بالمقهى قائلاً: ذات يوم حدثت معركة بين الممثل ومقدم البرامج حسين الإمام والمخرج «أ. ح . ص» بسبب خلافات عائلية بينهما، وفوجئنا بحسين الإمام يصطحب ثلاثة من البلطجية ويقتحم المقهى ويريد ضرب المخرج، وقام رواد المقهى بتلقين البلطجية علقة ساخنة واصطحبناهم لقسم الشرطة، وحررنا محضراً بواقعة التعدى على المخرج، ويبدو أن حسين الإمام يتمتع بنفوذ قوي، فقد فوجئنا برئيس الحى يصدر قراراً بإغلاق المقهي، وتدخل الصحفى نبيل عصمت، فألغى رئيس الحى قراره وأعاد افتتاح المقهي. محمد سيد طايل -ابن صاحب المقهي- يقول: بدأ الشواذ يتوافدون على المقهي، ولأن زبائن المقهى محترمون للغاية، فقد قمنا بطرد الشواذ لأن تربيتنا وكرامتنا لا تسمح بتواجدهم على الإطلاق، لأنه لا يصح إلا الصحيح.