وثيقة تؤكد موافقة مندوب الإرهابية على الحصول على 8مليارات دولار لم يكن صعبا أن ينجح الأمريكان في إقناع إخوان مصر بتوفير وطن بديل للفلسطينيين على أراضى سيناء، وهى الصفقة المشبوهة التي كادت أن تتم لولا يقظة المصريين ونجاحهم في الإطاحة بحكم المرشد وجماعته. وكشفت الوثائق التي تم الإفراج عنها مؤخرا عن كواليس اللقاء الذي جمع بين الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع ورجل الأعمال والقطب الرئيسى بالجماعة خيرت الشاطر مع مسئولين أمريكيين اتفقوا خلاله على وضع تصور لحل الأزمة الفلسطينية من خلال توفير الحكومة المصرية (حكومة الإخوان) أماكن في سيناء لنقل عدد من سكان قطاع غزة إليها. ووفقا لما تم تسريبه اتفق الطرفان على تخصيص 40% من أراضى سيناءللفلسطينين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وترك القدس والضفة مرتعًا للصهاينة المحتلين، وذلك في نظير 8 مليارات دولار، مما يجعل إسرائيل دولة مستقرة لها حدود مع بلادنا. وسعى مرسي أثناء فترة حكمه لتنفيذ مشروع ‘الوطن البديل' للفلسطينيين على أرض الواقع، وبدأ بموافقة السلطات المصرية على دخول كل الفلسطينيين، دون تأشيرات أو موافقات أمنية، وإلغاء مأموريات ترحيلهم إلى غزة يوميًا بين مطار القاهرة ومنفذ رفح البرى بالنسبة للمتوجهين إلى قطاع غزة، وأيضًا إلغاء كل الإجراءات التي كانت تطبق على الفلسطينيين حاملى وثائق سفر السلطة الفلسطينية. تخوف وقتها الكثيرون من الاندماج الواضح بين جماعة الإخوان المسلمين بمصر، وحركة حماس الفلسطينية، والزيارات المتعددة لقادة حماس للرئيس المصري، حيث من المعروف أن الطرفين يجمع بينهم علاقات تاريخية مسلحة. وأثارت زيارات قيادات حماس المتكررة للاتحادية لغطا وجدلا حول تعدد الزيارات واللقاءات، لتجديد رغبتهم الدفينة والقديمة في فتح معبر رفح بصفة دائمة لتخفيف معاناة الأسر الفلسطينية داخل قطاع غزة، أو السماح باللجوء السياسي لأهالي غزة داخل أرض سيناء، حيث اعتبر الكثيرون وقتها أن القاهرة باتت معقلا لاستقبال قادة الحركات المسلحة الذين تعدوا على السيادة المصرية أثناء ثورة الخامس والعشرون من يناير وقاموا بتهريب رجالهم من داخل السجون المصرية. هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت هناك رغبة دفينة جمعت بين قادة حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى في تحقيق الحلم القديم من خلال توطين أهالي غزة داخل ‘سيناء'، وتسعى إسرائيل إلى تحقيق مشروع سيناء أو غزه الكبرى، وترحيل وتوطين الفلسطينيين، بحيث تتنازل مصر عن أرض محاذية لقطاع غزة مساحتها 600 كيلومتر مربع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، مما سيسمح بخفض الكثافة السكانية في قطاع غزة، ليريح إسرائيل نهائيًا من الرقابة الدولية وحقوق اللاجئين. وجاءت الوثيقة الأمريكية لتكشف عن موافقة الإخوان على إنشاء وطن بديل للفلسطينيينبسيناء مقابل حصولهم على 8 مليارات دولار ودفع الحكومة الأمريكية والإسرائيلية لحكم الإخوان في مصر والعمل على استمراره. واتفق الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق والمقرب من الجماعة مع هذا الطرح قائلا:" حركة حماس وإسرائيل يريدان جزءًا من أرض سيناء الشاسعة لأهالي غزة، بما يضمن انخفاض الكثافة السكانية داخل القطاع، وحتى ترتاح قوات الاحتلال من الإدانة الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان بسبب المعاملة السيئة لللاجئين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن صعود مرسي لمنصب رئيس جمهورية مصر وفرحة أهالي غزة تحديدًا ذكرنا بالعلاقة التاريخية بين الإخوان وحماس، والتعاطف مع القضية الفلسطينية، بجانب إمداد الإخوان لحركة حماس بالأسلحة والأموال لمحاربة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن التنازل عن قطعة أرض مصرية من أحلام اليقظة لإسرائيل وأهالي غزة، ومصر لن تتخلى أبدًا عن فك حصار ومساعدة أهالي فلسطين، والأمر لن يتعدى أكثر من المساعدة». وقال طارق أبوالسعد القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية إن جماعة الإخوان سعت لتوطين الفلسطينين في سيناء على عدة مراحل، وأكد أبو السعد أن من الثابت أن تنظيم الإخوان رتب لتوطين الآلاف من المسلحين بسيناء بداية من فترة الانفلات الأمني حيث هرب كثيرون من المسلحين واستوطنوا بسيناء، بعدها أجبر الإخوان المجلس العسكري على الإفراج عن الكثيرين من الإرهابيين بعد انقضاء فترة عقوبتهم بدعوى الحرية والديمقراطية وفى وسط حالة الانفلات الأمني لم يجد المجلس العسكري مهربا من إخلاء سبيلهم وبعد أن أفرج عليهم سارعوا أيضا بالذهاب إلى سيناء، وعندما استلم الإخوان مقاليد الحكم أفرج مرسي بقرارات جمهورية عن عدد كبير من الجهاديين شديد الخطورة قبل انتهاء مدة عقوبتهم وأيضا ذهبوا إلى سيناء، وهذه تعد إحدى جرائم الإخوان العظيمة، وبعد ثورة 30 يونيو ساعدت حركة حماس على تمرير وتسريب عدد كبير من المسلحين غير المصريين بجانب المسلحين المصريين وعدد كبير من الأسلحة لسيناء من خلال الأنفاق. وأوضح أنه لدى الجماعات المسلحة في سيناء رغبة محمومة للسيطرة على استقطاع أي مساحة حتى لو مساحة صغيرة لا تتعدى خمسة كيلو مترات وتكون تحت سيطرتها تعلن فيها امارة إسلامية وأن الهجوم المتكرر على الكمائن وكان أهمها كمين كرم القواديس كان الهدف منه استقطاع جزء من الأرض وإقامة امارة فيه، وتصبح بينهم وبين الدولة المصرية مساحة حدودية، يبدأ خلالها في استقبال وسائل الإعلام ووضع نظم إدارية ومدنية وشبه دولة مدنية ولكن الجيش والأمن المصرى وخاصة بعد ثورة 30 يونيو أنهت هذا المخطط تماما، وأصبحوا لا يملكون سوى شن هجمات صغيرة وغير مؤثرة على القوات المصرية في سيناء.