سنوات طوال مارستها في العمل الصحفي متخصصًا في شئون الطيران.. وزراء كثر تعاقبوا على الوزارة في أزمنة متباينة.. كل وزير كان له سياساته.. بعضهم نجح في أن يصنع نجاحات يشار لها بالبنان.. والبعض الآخر رحل في هدوء وسكون لكن ما يجب توضيحه أنهم جميعا كانوا يتقبلون النقد البناء بصدر رحب وكثيرًا ماكان النقد موضع اهتمام منهم.. عقلية الوزير يجب احترامها لأنها كانت محل تقدير من القيادة السياسية وعلى الوزير أن يدرك هذا ويتفادى الوقوع في الخطأ مهما كان.. وكلمة النهاية بالنسبة للوزير بتعدد الأخطاء.. كل يوم ينكشف المزيد من المطبات التي تدخل الطيران المدني في النفق المظلم.. لقد آن الأوان أن ندقق في القرارات التي تصدر من المسئولين والتي قد تكون سببًا في هدم البنيان بسبب السوس الذي ينخر.. وزارة الطيران ليست ملكًا لأحد يفعل ما يشاء إنما هي كيان اقتصادي مهم يجب الحفاظ علية ودفعه إلى الأمام بعلم وخبرة.. هذا جانب ولكن الجانب الآخر هو إصرار الوزير على التعامل مع الوزارة على أنها ملكية خاصة له فعندما تجرأ بعض الصحفيين على انتقاد قراراته أصدر توجيهات لرؤساء الشركات بعدم حضورهم الندوات واللقاءات الصحفية في سابقة خطيرة وتعد الأولى من نوعها، حيث قام بمنع الصحفيين المعارضين لقراراته أو لنقدهم وتحليلهم لصفقة طائرات مصر للطيران والتي اعتبروها إهدارًا للمال العام من متابعة عملهم بالشكل المطلوب في ظاهرة تعيدنا إلى عصر الدكتاتورية وقصف الأقلام وتكميم الأفواه وهذا القرار يؤكد عدم وعيه بالمتغيرات التي شهدتها البلاد وحرية الرأي والتعبير والصحافة الحرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يكن لها كل احترام وتقدير.. مسكين فاقد الحس السياسي وتداعيات قراراته غير المسئولة.. هذا هو سلاح الوزير في التعامل مع معارضيه من أجل التصحيح والتقدم والبناء وهو بالطبع سلاح رخيص وأعتقد أن القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسي يرفضون هذا التصرف المشين من وزير مفترض أن تتوفر لديه أدوات المسئولية ولا يختصم وسائل الأعلام خاصة إذا كانت على حق مهما كانت الخلافات لأنه في النهاية يصدر صورة سيئة للرأي العام.. كنت أتمنى من شريف فتحي، وزير الطيران المدني، ألا يلتفت إلى خفافيش الظلام وأعداء النجاح وأصحاب السوء لأن مصالحهم غير المرئية هي توسيع دائرة الصراع لدى الوزير حتى تتحقق أحلامهم في المستقبل.. يا سيادة الوزير الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فمائدة الحوار تسع لكل القضايا وأعلم أننا في خندق واحد يحمل شعار "تحيا مصر".