أكد الدكتور كمال درويش، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك السابق، عميد كلية التربية الرياضية السابق بجامعة حلوان، أن الفارق بين مصر ودول العالم المتقدمة في إعداد الأبطال الرياضيين يرجع إلى اعتماد مصر على "الفهلوة "فقط، في الوقت الذي تستخدم فيه الدول المتقدمة التطبيقات العلمية في إعداد أبطالها، وعلينا أن ندرك أن الرياضة علم له فروع كثيرة، ومن أراد النجاح بها فعليه التطبيق العلمي. «درويش» أضاف قائلا: أفضل مثال على أن العلم هو الحل لكل المشكلات التي تواجهنا هي مشكلة الكهرباء، حيث كنا نعاني من انقطاع الكهرباء بشكل يومي، قبل أن تضع الوزارة خطة علمية تتضمن إنشاء مصانع الطاقة وتقليل الاستهلاك واستخدام تقنيات جديدة في أجهزة الإنارة ليقتربوا من حل الأزمة في سنتين فقط. كما أشار رئيس الزمالك السابق، إلى أن أحد أكبر الأزمات التي تواجه مصر في اكتشاف أبطال ولاعبين جدد أن قاعدة الممارسة بالرياضة المدرسية صفر، ولا يوجد ملاعب أو منشآت رياضية داخل المدارس، مشددًا على أن المدارس بها كنوز مدفونة تحتاج من يكتشفها قبل فوات الأوان، حيث تضم 20 مليون تلميذ يمتلكون مهارات كبيرة وقدرات بدنية في كل اللعبات، فيما لم يزد عدد المسجلين لممارسة الرياضة بكل الاتحادات على نصف مليون لاعب. وتعجب «درويش» عن قلة عدد الممارسين في مصر والذي لن يؤهلنا للمنافسة على الميداليات الأوليمبية، ضاربا المثل بلعبة كرة القدم حيث يضم اتحاد الكرة المصري 70 ألف لاعب في كل الدرجات، فيما يضم الاتحاد الألماني لكرة القدم 6 ملايين لاعب. وفي سياق الحديث ذاته انتقد درويش «الخناقات» المشتعلة في الوسط الرياضي والتي دائمًا تنتهي بتولي غير المؤهلين و«اللي مالهومش علاقة بالرياضة» تلك المناصب وهو ما يمثل أزمة كبيرة، مؤكدا أنه حتى وزراء الرياضة أصبحوا يتعاملون مع الأمر وكأنه عمل سياسي ولا علاقة لهم بممارسة الرياضة، والدليل تولي مهندس إدارة الرياضة في مصر، وتولي صاحب مصانع لجنة الشباب والرياضة، وبما أنه رجل أعمال ناجح ومن الطراز الأول كان الأولى به تولي رئاسة لجنة الصناعة بالبرلمان. وتهكم الدكتور كمال درويش على الوضع الحالي للرياضة المصرية، مطالبًا بإغلاق كليات التربية الرياضية ال28 طالما لم يعد لهم وجود ولا يعملون بما يتعلموه وأصبح الأمر مقتصر على الفهلوة وعلى القرب من مجالس الإدارات لتولي المناصب، على حد وصفه. وشدد «درويش» على أن مواصفات اللاعب لكل لعبة والإعداد النفسي والبدني كلها أمور معروفة للأكاديميين ونحتاج التطبيق فقط، مشددا على أننا نكتشف أبطالا بالصدفة إلا أن الإهمال وقلة الخبرة والمعرفة يغتالون حلم وقدرات أولئك الأبطال، قائلا «لو اكتشفنا موهبة في لعبة ذات قدرات بدنية فائقة مثل إيهاب عبد الرحمن في رمي الرمح أو كرم جابر في المصارعة لازم تثقفه ويخضع لدروس علم نفس رياضي وثبات انفعالي والعمل معه على تقوية لغة الحوار ومنحه كورسات لغة ودروس دورية عن تغذيته وطريقة النوم وعدد الساعات وكل التفاصسل الصغيرة التي يستكمل بها مقومات البطولة ويصبح مؤهلا لحصد ميدالية أوليمبية». وضرب «درويش» مثالا بأن مدرب كرم جابر الذي حقق معه إنجازات سابقة الدكتور أشرف محمود، استبعده مجلس إدارة اتحاد المصارعة منذ فترة كبير لأنه «ملوش في التربيطات». وأَضاف بقوله: علميًا البطل يحتاج من 8 إلى 12 سنة في إعداده، مؤكدًا أن الوضع الحالي سيستمر من إخفاق إلى آخر وتحقيق إنجازات من لاعبين غير مصنفين ب«الفهلوة» حتى يعلم صاحب القرار أن الرياضة علم، مثل العلوم الأخرى.