تاريخ طويل من العلاقات المصرية الروسية يمتد إلى عشرات السنين، انعكست تلك الصداقة الحقيقية والإستراتيجية على الدولتين، فأصبحتا نسيجا واحدا قيادة وشعبا، حتى أصبحت السياحة الروسية السوق الأول للسياحة، خصوصا في مدينة الغردقة التي أطلق عليها من قبل الشعبين عاصمة الروس في مصر. عصام علي، خبير سياحي بالبحر الأحمر، يؤكد أن العلاقات المصرية الروسية منذ الأزل كانت علاقات صداقة حقيقية وإستراتيجية، فعندما كانت تتعرض مصر لأى أزمة أيا كان نوعها لم تكن تجد إلا الصديق الروسي الوفي. وأوضح أن روسيا لها تواجد دبلوماسي وقنصلي وثقافي في مصر، حيث لها قنصليتان في القاهرةوالإسكندرية ومركز ثقافي في القاهرة وآخر في الإسكندرية، بالإضافة إلى السفارة الرئيسية التي تقع في منطقة الدقي بالجيزة. وأضاف" علي" أن الشعبين الروسي والمصري أصبحا شعبا واحدا، ويمثل السوق السياحي الروسي بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر 70 في المائة من السياحة الوافدة قبل أزمة الطائرة الروسية، فأطلقت على مدينة الغردقة عاصمة السياحة الروسية في مصر، حتى أن روسيا قررت إنشاء قنصلية عامة روسية في مدينة الغردقة بعد أن وصل عدد الروس المقيمين في مدينة الغردقة إلى أكثر من 10 آلاف يعملون في السياحة والمشروعات السياحية، ويتملكون بعض الأراضي والعقارات. وأشار إلى أن الجالية الكبيرة الموجودة في مدينة الغردقة دفعت الحكومة الروسية إلى إنشاء قنصلية عامة في الغردقة لحل أي مشكلات يتعرض لها الروس، وإن دل ذالك فهو يدل على تطوير العلاقات السياحية والتجارية والاقتصادية بين البلدين. 3 ملايين سائح أكد عصام علي أنه قبل قرار روسيا بإعادة سياحها من مصر عقب حادث سقوط الطائرة فوق سيناء كان عدد السياح الروس الذين يزورون مصر لا يقل عن 3 ملايين سائح في العام. وأضاف "على" أنه وفقا لتقرير الجهاز المركزي المصري للإحصاء، فقد بلغ عدد السياح الروس الذين زاروا مصر في الفترة من يناير وحتى يوليو عام 2015 مليونا و604 آلاف سائح. وتابع "علي": بدأ عام 2015 (عام التحذيرات) كما يطلق عليه "علي" بتحذيرات السفر من عديد من الدول المصدرة للسياحة بسبب الظروف الأمنية. بدأت تلك التحذيرات على خلفية الاشتباكات، التي وقعت أمام استاد الدفاع الجوي، بالإضافة إلى مقتل المصريين في ليبيا، وتحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، الأمر الذي أدى إلى تراجع الأعداد بوجه عام والروس بوجه خاص، لتنخفض الحركة السياحية بنحو 10% والإيرادات ب15%، مقارنة مع عام 2014. وفد روسي يتفقد مدينة الغردقة لاستئناف الحركة السياحية تفقد اليوم الوفد الأمني الروسي مدينة الغردقة للوقوف على الحالة الأمنية وعقد اجتماعات مع ممثلي الحكومة المصرية، يصاحب الوفد وزير السياحة يحيى راشد، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر. وأكدت مصادر أن الوفد يتفقد مدينة الغردقة والخدمات السياحية ومحطات السفاري للوقوف على الحالة الأمنية وعقد اجتماعات مع ممثلي الحكومة المصرية، ومن المخطط أن تستمر جولتهم لمدة 3 أيام، وبعدها يغادروا إلى مدينة شرم الشيخ لاستكمال جولتهم. وأوضحت المصادر يقوم الوفد الروسي بوضع تقريره النهائي تمهيدًا لعرضه على الرئيس الروسي، والحكومة الروسية لاتخاذ القرار النهائي بعودة السياحة الروسية مرة أخرى لمصر بعد توقفها لقرابة العام عقب حادث الطائرة الروسية بشرم الشيخ في أكتوبر الماضي. من جانب آخر طالبت الجالية الروسية المقيمة في الغردقة، مسئولي الوفد الأمني الروسي الذي يزور الغردقة بأن يوصي باستئناف الرحلات الجوية إلى مصر وعودة السائحين الروس.