ارتفعت في الآونة الأخيرة ظاهرة الإهمال الطبي في محافظة السويس، والتي أدت إلى وفاة بعض المرضى بسبب التشخيص والأدوية الخاطئة. يقول يوسف محمد، ممثل ومؤلف مسرحي في السويس، "إن شقيقته فاطمة محمد أصيبت بألم مفاجئ في المعدة، فجر يوم الأحد الماضي، وعلى الفور توجه بها إلى مستشفى السويس العام لتلقي العلاج، وفوجئ بإصابة شقيقته بتشنجات بعد تلقيها العلاج، وتم نقلها إلى العناية المركزة في حالة خطرة". وأضاف يوسف: "علمنا أن شقيقتي تلقت جرعة دواء خاطئة بعدما كتب لها الطبيب على حقنة خاطئة، تسببت في التشنجات لها، وبعد أن ذهبت شقيقته الأخرى لعتاب الطبيب على خطئه حاول التشاجر معها والتعدي عليها، ما دفع أسرة المريضة لمهاجمته، لولا تدخل الشرطة للسيطرة على الوضع وتحرير محضر بالواقعة". ومن أشهر حوادث الإهمال الطبي في السويس حالة بسمة حسين، التي توجهت إلى مستشفى ابن سيناء الدولي في السويس لإجراء جراحة إزالة كيس دهني على الرحم، وتوفيت نتيجة جرعة البنج. وقال أحمد حمام، أحد أصدقاء المتوفية، إنها ذهبت إلى مستشفى ابن سيناء لإجراء جراحة، إلا أن طبيب التخدير وصل متأخرًا وأعطاها جرعة بنج دون إجراء الفحوصات اللازمة ما تسبب في وفاتها. وكان أصدقاء المتوفية نظموا عددًا من الوقفات الاحتجاجية ضد الإهمال الطبي في السويس، كما أكد "حمام" أن أسرة المتوفية قررت تصعيد الموضوع للقضاء، الذي أحال القضية لمحكمة الجنايات، لتكون أشهر قضية إهمال طبي في السويس، وتعقد الجنايات جلسة في سبتمبر القادم لنظر القضية المتهم فيها طبيب التخدير ومدير المستشفى. ويقول "حمام" إن الواقعة لقيت صدى لدى أهالي السويس حيث سبقها بأسبوع مصرع فتاة أخرى، بسبب عدم تلقيها العلاج الطبي في مستشفى السويس العام. ومن ساحات القضاء أيضًا، تعد من أهم قضايا الإهمال الطبي في السويس هي قضية ختان الشابة "ميار.م" والتي توفيت في أثناء إجراء عملية الختان. واستغلت والدة الشابة "ميار" عملها ممرضة سابقة وزوجة طبيب راحل لإجراء عملية الختان لابنتها في مستشفى خاص في السويس، لتلقى مصرعها، وتهرب طبيبة الختان "ن.ا" عقب وفاة الضحية، التي تم تحويلها لجنايات السويس. وتقول الدكتورة نهال ثابت إحدى طبيبات السويس، " إنه لا توجد في مستشفى السويس العام حقنة تسبب التشنجات، ولكن قد يكون الشخص مصاب بحساسية ضد نوع معين من الأدوية أو الأطعمة". وتضيف "نهال"، أن من أشكال الإهمال الطبي نقص الأدوات الطبية ومن أبسطها السرنجات والحقن والأدوية، فضلًا عن نقص الأطباء في أقسام كثيرة في السويس وأهمها الجراحة التي لا يوجد بها إلا طبيبان فقط، مضيفة أن من أشكال الإهمال أيضًا غياب دور طبيب الطورائ المتخصص، إلا أن طوارئ السويس يوجد بها أطباء من كل التخصصات مما يسبب ضغطًا عليهم، ومن الطبيعي وجود طبيب متخصص طوارئ فقط، كذلك عدم توافر رعاية مركزة بشكل كاف في السويس.
وتؤكد الدكتورة نهال، أن غياب وحدة مكافحة العدوي في السويس يعد أخطر أشكال الإهمال الطبي بسبب أن المريض قد يدخل لإجراء عملية بسيطة ويخرج مصابًا بعدوى أكبر، وخاصة في مجال طب الأسنان. وأعدت الرقابة الإدارية في السويس تقريرًا مفصلًا عن الإهمال الطبي في مجال الوقاية من العدوى في السويس، وكان أبرز الاخطاء التي تم ذكرها هي الاحتفاظ بالمياه المعقمة في جراكن بلاستيكية معرضة للشمس ما يعرض المياه للتفاعل مع البلاستيك لتكون خطيرة. وكذلك عدم انتظام أعمال الكشف والصيانة على أجهزة الغسيل الكلوي في المركز المصري للفشل الكلوي في منطقة الملاحة، وكذلك غياب فحص تسجيل نسب البكتيريا في الأجهزة.