«فنادق وقرى سياحية تسكنها الأشباح.. عمالة مدربة تم تشريد الآلاف منها.. شوارع سياحية خيم عليها الظلام.. بازرات أغلقت وغيرت نشاطها.. أنشطة بحرية توقفت.. ورحلات سياحية ألغيت».. هكذا هو المشهد في منتجعات الغردقة، التي تشهد حالة من الانهيار، بعد ركود السياحة المصرية. أزمة السياحة يعاني القطاع السياحي ركودا ملحوظًا منذ حادث سقوط الطائرة الروسية، ما أدى إلى انخفاض معدلات الإشغال السياحى، وتسريح العمالة المدربة في الفنادق بسبب إغلاقها. فنادق البحر الأحمر وتحتوى البحر الأحمر على 265 فندقا وقرية سياحية موزعة على مدن الغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم، بها 72 ألف غرفة فندقية يعمل بها نحو200 ألف عامل، وانخفضت الإشغالات بها منذ حادث الطائرة الروسية بما يقرب من 20 إلى 27%، فيما أعلن نحو20 فندقا وقرية سياحية الإغلاق بشكل كامل وتسريح العمالة، ورفض ملاك فنادق وقرى سياحية أخرى الإغلاق الرسمى. تدهور الحال «فيتو» تمكنت من رصد أحد تلك الفنادق التي أصبحت خاوية، بعد أن كان يملؤها الصخب والضوضاء، حيث تحول الفندق السياحى إلى مكان مهمل، خرب، مملوء بالأتربة، حتى حمام السباحة تغير لونه إلى الأخضر بعد أن نمت فيه الحشائش. إغلاق الغرف مئات الغرف التي بداخل الفندق الذي تم إغلاقه بسبب الركود السياحى، والذي كان يتطلب العمل به لأكثر من 200 عامل، إلا أنه بعد إغلاقه لم يتبقى إلا عامل أمن وحيد. من جانبه، أكد عصام على، خبير سياحى بالبحر الأحمر، أن نسب الإشغال السياحي في فنادق البحر الأحمر وخاصة مدينة الغردقة سجلت أدنى مستوياتها منذ ثورة 25 يناير 2011، مشيرًا إلى أنها تشهد تراجعا حادا في هذه الأيام، مرجعًا السبب الرئيسي إلي تدني نسب الإشغال لحظر الرحلات الروسية التي كانت تمثل قرابة 70%، من السياحة الوافدة. وأوضح «على» أن ما يقرب من 20 فندقا أبلغوا الغرف السياحية رسميا بقرار إغلاقها لعدم وجود حركة سياحية وافدة حتى الآن، مضيفًا أن إشغالات الفنادق والقرى السياحية بالغردقة، شهدت انخفاضا شديدا لم تشهده المدينة من قبل، مشيرا إلى أن الانخفاض ادى إلى إجبار ملاك الفنادق والقرى السياحية على إغلاقها جزئيًا، والاكتفاء بتشغيل عدد من غرف الفندق، توفيرا للنفقات المالية. وتابع:«أن هناك ملاك عدد من الفنادق والقرى السياحية قرروا ضم السائحين بفندق واحد، وإغلاق باقى الفنادق التابعة لهم، حتى تتمكن هذه الفنادق من تحمل تكاليف التشغيل». إجازات العاملين وكشف «على» أن إدارات الفنادق منحت العاملين لديها إجازات حفاظًا على عدم الاستغناء عنهم، ووضعت هذه الأزمة ملاك الفنادق وإدارات شئون العاملين بالفنادق والقرى السياحية في مواجهة مع العاملين، حيث تم تسريح العمالة المؤقتة، التي لم تتجاوز مدة التحاقها عامًا بالعمل، ومنح 50% من العمالة الدائمة إجازات مفتوحة مقابل المرتبات الأساسية، لحين عودة الحركة السياحية مرة أخرى. وتلقت السياحة في مصر ضربة موجعة إثر حادث سقوط الطائرة الرئاسية المنكوبة في سيناء «إيرباص 321»، ومقتل جميع ركابها، وتم إغلاق أكثر من 20 فندقا وتشريد الآلاف من العاملين بالسياحة على اثر تلك الحادث.