أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، عن فتح متحف «ركن حلوان» أبوابه لاستقبال زائريه بالمجان بدءًا من اليوم ولمدة أسبوع. وأوضح العناني، خلال مراسم إعادة افتتاح متحف ركن حلوان صباح اليوم، أن هذا القرار جاء كمحاولة من وزارة الآثار لجذب الأنظار تجاه المتحف، داعيًا الشعب المصري لزيارة المكان باعتباره متنفسا لهم نظرًا لوقوعه على ضفاف النيل، ما يأتي في إطار السياسة التي تتبعها وزارة الآثار في الفترة الحالية للتشجيع على زيارة مختلف المواقع والمتاحف الأثرية. وحضر مراسم الافتتاح بعض من سفراء الدول الأجنبية بمصر والكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، ومحمد يحيى راشد، وزير السياحة، واللواء أحمد تيمور، القائم بأعمال محافظ القاهرة، وممثلين عن لجان الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس النواب، والشخصيات المصرية العامة. وأوضح العناني أن افتتاح هذا المتحف بعد ثلاثة أسابيع من زيارته يؤكد سعي الوزارة الدائم لافتتاح أكبر عدد من المواقع والمتاحف الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية في محاولة منها لاستعادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر. وأكد أن قرار إعادة افتتاح المتحف من جديد جاء عقب زيارته له منذ أسابيع قليلة، ولم يجد أي سبب منطقي يحول دون عدم افتتاحه، مشيرًا إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في شرطة السياحة والآثار لاتخاذ كافة الإجراءات الأمنية اللازمة لافتتاحه بما يضمن حمايته. وأوضح أن المتحف سينضم إلى رحلة حابي النيلي،ة والتي أطلقتها الوزارة منذ عامين لزيارة بعض الأماكن الأثرية على ضفاف النيل منها المتحف المصري بالتحرير ومتحف قصر المنيل وقصر المانسترلي بالروضة وأخيرا متحف ركن حلوان. كما هنأ وزير الثقافة، الشعب المصري بإعادة افتتاح المتحف، الأمر الذي يؤكد اهتمام الحكومة المصرية جميعها بالحفاظ على التراث الحضاري والثقافي، وكذلك اهتمام محافظة القاهرة بمدينة حلوان كواحدة من أهم المدن المصرية ذات التاريخ الكبير. فيما أعرب وزير السياحة، عن سعادته بحضور مراسم افتتاح المتحف من جديد، الأمر الذي يؤكد تعاون كافة وزارات الحكومة والعمل يد بيد على هدف واحد وهو النهوض بمصر. ومن جانبها قالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إنه تم إجراء بعض أعمال الصيانة للمتحف قبل افتتاحه متمثلة في صيانة كاميرات المراقبة بالموقع، واستبدال التالف منها، وإعداد بطاقات شارحة جديدة لكافة القطع الأثرية، كما تم خلال تطوير الحدائق المحيطة بالاستراحة لإعادة استغلالها لإقامة الأنشطة والندوات الثقافية وأيضًا طرح جزء منها لإيجار الكافيتريات بما يدر دخلا ماديًا للوزارة. ويقع ركن حلوان على الضفة الشرقية للنيل غرب مدينة حلوان، حيث اختار الملك فاروق هذا الموقع ليبني استراحة شتوية له ولعائلته على ضفاف النيل. وقال أحمد النمر، عضو المكتب العلمي بالوزارة، إن أعمال بناء هذه الاستراحة بدأت عام 1939 وانتهت عام 1942، ويأخذ التصميم الخارجي لهذه الاستراحة شكل المركب أما المبنى من الداخل فيتكون من ثلاثة طوابق. ويتكون الطابق الأرضي وهو البدروم من مطبخ وغرف إقامة الخدم، والطابق الثاني وهو مكان الإقامة الملكية ويحتوي على قاعات المتحف الرئيسية وتتضمن قاعة الاستقبال، وقاعة الطعام، وقاعة المدفأة. وتحتوي هذه القاعات على العديد من الأثاث الفرعوني المقلد لمجموعة الملك توت عنخ آمون من أهمها كرسي العرش والسرير الخاص بالملك هذا وبالإضافة إلى عدد آخر من الغرف منها غرف للنوم ملحق بها حمامات وغرفة لعمل المساج، وغرفة للتدخين وكذلك تراس شرقي وآخر غربي لتناول الشاي. أما الطابق الثالث والأخير فهو عبارة عن روف اوسطح مكشوف خصص لإقامة الحفلات الخاصة للملك وللاستمتاع بمشاهدة حلوان والنيل. وتابع النمر أن المتحف زين بالعديد من التحف الأثرية الجميلة والقيمة من أهمها تمثال من البرونز لعازفة الهارب الفرعونية وتمثال آخر من البرونز لتمثال أبي الهول وساعة حائط قيمة من الذهب مزينه بفصوص من الأحجار الكريمة وعقارب ذهبية، أما زجاجها فقد زين بالتماسيح الفرعونية المصنوعة من الذهب، أما التراث الخاص بالطابق الثاني فزينت أرجاؤه بمستنسخين لمعبدي الكرنك والأقصر.