سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حسن حمدي يشعل 67 شمعة.. لقب ب«وزير الدفاع».. بدأ علاقته بالأهلي بفريق الناشئين.. شارك في بطولة الدوري طوال 6مواسم.. أصغر مدير كرة بالنادي.. فاز برئاسة الإدارة بالتزكية.. وأحداث بورسعيد وراء رحيله
ولد في مثل هذا اليوم 2 أغسطس من عام 1949 «حسن حمدي» الذي يعد أفضل رئيس نادي مصري في تاريخ رؤساء الأندية ليس فقط المصرية بل والأفريقية والعربية. وتحتفل القلعة الحمراء بعيد الميلاد ال 67 للرئيس الثالث عشر للنادي الأهلي، اسمه الكامل "محمد محمود حمدي إسماعيل"، وشهرته "حسن حمدي"، حاصل على بكالوريوس تجارة عام 1973، لقب ب"وزير الدفاع" و"خليفة صالح سليم". واستطاع حسن حمدي طوال تاريخه كرئيس للنادي الأهلي تحقيق العديد من الإنجازات التي يصعب على أي رئيس نادي أن يحققها، ويمتد تاريخه إلى ما قبل رئاسته للقلعة الحمراء، حيث كان لاعبًا ناجحا وإداريًا رائعا، حتى أصبح رئيس نادٍ تاريخي لن يجود الزمان بمثله. لم يكن غريبا على كرة القدم التي ساهمت إلى حد بعيد في تنامي شعبية النادي الأهلي وانتشار اسمه وترسيخ مكانته بين الجماهير في مصر وأنحاء الوطن العربي أن تقدم للنادي نجوما وقيادات كروية وإدارية يتولون قيادة الأهلي على مر السنوات كان من أبرزهم حسن حمدي. بداية علاقته بالأهلي يمتد تاريخ حسن حمدي مع قلعة الجزيرة إلى أكثر من 42 عاما متصلة منذ التحاقه بفريق الناشئين تحت 14 سنة عام 1962، ثم التدرج كلاعب دولي موهوب استحق مع أدائه المميز لقب "وزير الدفاع" بعد أن انضم لصفوف الفريق الأول موسم 71/ 1972 ولعب مباراته الأولى أمام دمياط، وهي المباراة التي فاز فيها الأهلي 5/ 2. شارك حسن حمدي مع الفريق الأول في بطولة الدوري طوال 6 مواسم لعب خلالها 107 مباريات في المواسم 71/ 72، 72 /73، 73/ 74، 74/ 75، 75/ 76، 76/ 1977، وإن كانت الثلاثة مواسم الأخيرة هي الأبرز في حياة حسن حمدى اللاعب، وشهدت انطلاقته الحقيقية مع المدير الفنى المجرى هيديكوتى حيث حقق الأهلي البطولة في المواسم الثلاثة بجدارة. الاعتزال بعد اعتزاله تولى حسن حمدى منصب مدير الكرة بالأهلي يوم 17 يونيو 1979، وكان يعد وقتها أحد أصغر من شغلوا هذا المنصب في الأهلي والأندية المصرية، حيث لم يكن قد أكمل عامه الثلاثين بعد، ووقتها أشفق عليه الكثيرون لأنها واحدة من المهمات الصعبة، حيث يتولى مسئولية قيادة أكبر وأقوى فريق في مصر. إلا أن حسن حمدي خيب التوقعات ونجح باقتدار في قيادة سفينة الأهلي للعديد من البطولات، حيث حقق الأهلي معه الفوز بدرع الدوري 6 مرات مواسم 79 /80، 80/ 81، 81 /82، 84/ 85، 85 /86، 86 /1987 وبكأس مصر 4 مرات أعوام 1981، 83 و84، 1985. إنجازاته كما حقق معه الأهلي لقبه الأفريقى الأول بالفوز بكأس أندية أبطال الدوري عام 1982، وأبطال الكئوس ثلاث مرات أعوام 84 و85 و1986 لا ينسى له أحد قراره التاريخي الذي اتخذه قبل لقاء الأهلي والزمالك في دور ال 8 لكأس مصر عام 1985، بإيقاف 15 لاعبا من نجوم الفريق لمدة شهر وهو القرار الذي باركه مجلس إدارة النادي وخاض باقى مباريات المسابقة بفريق الأمل المكون من لاعبين تحت 19 و21 سنة، وحقق الصاعدون المفاجأة وهزموا الزمالك 3 /2 تحديدا في يوم 4 أغسطس عام 1985، وكان الزمالك وقتها مكتملة صفوفه ويضم نجوما من ألمع لاعبي مصر. نجح الصاعدون في تخطى مباراة الترسانة بالفوز بهدف نظيف وتفوقوا على أنفسهم يوم 19 أغسطس في المباراة النهائية التي أنهاها الأهلي لصالحه بهدف نظيف. المنافسة بدأت أولى خطوات حسن حمدي في المجال الإداري بالتعيين عضوا في مجلس إدارة النادي الذي فاز برئاسته المايسترو صالح سليم من خلال انتخابات 1984. لم يكن صعبا على "وزير الدفاع" أن يعلن عن نفسه داخل النادي من خلال مجهوده وعطائه من أجل الأعضاء والحفاظ على مكانة الأهلي المرموقة ولذلك فقد قرر خوض الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة 16 ديسمبر عام 1988 في منصب العضوية ونجح باقتدار في الانتخابات التي لم يتقدم لها الراحل صالح سليم وفاز بمنصب الرئيس يومها الكبير عبده صالح الوحش. ونظرًا لأنه كان يتخذ الراحل العظيم والرمز صالح سليم مثلا أعلى له فقد اقترب منه كثيرا بعد نجاحه وكيلا لمجلس الإدارة في الانتخابات التي أجريت يوم الجمعة 25 ديسمبر 1992. عاد حمدي في الانتخابات التي أجريت في 15 نوفمبر 1996، وانتخب وكيلا بعد حصوله على 6219 صوتا، وهي أعلى الأصوات في تلك الانتخابات. الجولة الثانية في انتخابات 17 نوفمبر عام 2000 عاد حمدي لتأكيد مكانته داخل النادي الأهلي، حيث انتخب نائبا للرئيس بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وبعد رحيل المايسترو صالح سليم في 6 مايو عام 2002 تقدم حسن حمدي للترشيح لمنصب الرئاسة، ولم ينافسه أحد ليفوز بمقعد رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي بالتزكية ليكمل الدورة الانتخابية. لم يكن غريبا أن يجدد أعضاء النادي ثقتهم في القيادة الحكيمة للكابتن حسن حمدي في انتخابات 17 ديسمبر عام 2004، والتي أعلنت فيها الأغلبية مساندتها للكابتن حسن حمدي وقائمته بالكامل لقيادة النادي لدورة انتخابية جديدة تشهد احتفالا الأهلي بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسه. الرئيس الأنجح شهد النادي الأهلي في فترة رئاسة حمدي العديد من الإنجازات خاصة في مجال كرة القدم فبلغة الأرقام يعد حمدي الرئيس الأنجح على مدى مشوار النادي العريق بل والأندية المصرية أجمع بعد أن قاده لإحراز أكثر من 25 بطولة محلية وقارية، تمثلت في الفوز بدوري أبطال أفريقيا 4 مرات أعوام 2005 و2006 و2008 و2012، وكأس السوبر القارية 4 مرات أيضًا، حيث حقق لقب السوبر في كل السنوات التي توج فيها بلقب دوري الأبطال، بالإضافة إلى 7 ألقاب للدوري المحلى وكأس مصر 3 مرات وكأس السوبر 6 مرات. وعلى الصعيد العالمى شارك الأهلي في مونديال الأندية 4 مرات أفضلها عام 2006 حين توج بالمركز الثالث والميدالية البرونزية للبطولة، كما خاض الفريق مباريات ودية مع مجموعة من أبرز فرق العالم منها: برشلونة وبايرن ميونيخ وروما وبنفيكا وباريس سان جيرمان وأياكس أمستردام وتوتنهام وسلتيك وريال سوسيداد وأوساسونا. لائحة الأندية لم يكن حسن حمدي يتوقع في يوم من الأيام أن يغادر القلعة الحمراء مجبرًا، بعد حقبة من الإنجازات على مدى 11 عامًا قاد فيها سفينة النادي للعديد من البطولات على كل الأصعدة محليًا وقاريًا ودوليًا، بعد أن حرمته اللائحة الجديدة للأندية التي أصدرها أحد أبناء النادي الأهلي العامري فاروق وزير الرياضة السابق، ليطيح بحمدي الذي حاول جاهدًا إثناء العامري فاروق عن إصدار اللائحة، إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل، خاصة وأن العامري فاروق الذي أصدر اللائحة كان يقاتل على إلغاء بند الثمان سنوات أثناء توليه منصب عضو مجلس إدارة بالنادي الأهلي، وعندما تولى منصب وزير الرياضة قام بالقتال على تنفيذه لإجبار حمدي على الرحيل. أحداث بورسعيد تعرض حسن حمدي في نهاية ولايته لهجوم من مجموعات الألتراس الأهلاوية وطالبوه بالرحيل بسبب أحداث بورسعيد الشهيرة، بالرغم من اتخاذه قرارات قوية تحافظ على حق جماهيره وقتها، إلا أن الجماهير واصلت الهجوم الضاري عليه واقتحمت النادي أكثر من مرة في ظل حالة الانفلات الأمني التي كانت تعاني منها البلاد وقتها، وهاجمته بشدة إلا أنه تحمل كل هذه الضغوط وواجه الأزمة بمفرده. وظل كما عاهده الجميع صامدا كالجبال وتخلى عنه وقتها العديد من أعضاء المجلس الذين تقدموا باستقالتهم وتركوه يواجه المصير الصعب بمفرده ولم يقف بجواره إلا صديقه المخلص محمود الخطيب نائب رئيس النادي الذي واجه معه الصعاب، وبكى أمام الجميع عندما أقيم حفل الأكثر تتويجا للنادي الأهلي ولم يتواجد به حسن حمدي. لتنتهي فترة رئاسة حسن حمدي للنادي الأهلي ويعتزل بعدها الأسطورة التاريخية للنادي الأهلي العمل العام بعد رحلة نجاح تاريخية كلاعب وإداري ورئيس نادي، ويتفرغ لحياته الخاصة ورحلات الصيد التي يعشقها ويتميز بها وزير الدفاع مع أصدقائه ونجله تيمور.