يظل إفيه "شغلتك ع المدفع بوروروم" للشاويش عطية بفيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول" هو الأروع في تاريخ السينما.. فطريقة إدارة الدولة الآن تقوم على إفيه البوروروم الذي أضحك أجيالا كثيرة، لكنه تحول لأسلوب حياة بتعبير جيل فيس بوك. ظاهرة المسئول البوروروم الذي لا يفهم في المجال المكلف بإدارته أصبحت منتشرة بدليل تردي مستوى الخدمات بكل القطاعات والفشل الذريع في ملفات مهمة مثل السياحة وسد إثيوبيا والتعليم وإغراق مصر بالقروض واستمرار الفساد وتزايده بأشكال وأشخاص جديدة.. تقريبًا لا يوجد مجال واحد لا يعاني من خلل في إدارته، والنتيجة يلمسها الجميع وفي المقدمة رجل الشارع الذي انتظر تغييرًا للأفضل لكنه يعيش الأسوأ. المسئول غير الكفء أو بتعبير الشاويش عطية "البوروروم" أصبح سمة سائدة والاستثناء قليل جدًا من هذه القاعدة، وهذا يفسر العشوائية في كل شيء وإصدار قرارات تزيد الأمور تعقيدًا، والشواهد عديدة مثل قضية ريجيني وطائرة شرم الشيخ وملف الحريات وحقوق الإنسان بكل مفرداته ومكوناته. وتحولت "البوروروم" إلى نظرية في إدارة الدولة.. فتسارع الأجهزة بملاحقة هشام جنينة لأنه أدلى بتصريح غير دقيق.. ويتم تجاهل معظم المسئولين الحاليين الذين يدلون بعشرات التصريحات المغلوطة والأرقام غير الحقيقية في كل المجالات تقريبًا.. والمتتبع تصريحات المسئولين عن ملفات الدولار والصادرات والقروض والاستثمارات سيكتشف مفاجآت مذهلة وكيف أن هذه التصريحات تحمل وعودًا وهمية وتقدم صورة من الخيال لا تمت للواقع بصلة. ونظرية "البوروروم" خلقت دولة عبيطة ترتعد من غناء أطفال يحلمون بالحرية وتحارب كل معارض تحركه وطنيته وغيرته على بلده وتتهاون في مواجهة الفساد وتفرض خطبة الجمعة المكتوبة، وهو ما لم يحدث في فترة المماليك البحرية التي يصفها المؤرخون بأضعف الفترات التي مرت بها مصر في العصر الحديث. الدولة العبيطة تحول إعلامها إلى مسخ يتصدره الكثير من النماذج التي تسيء لأي مجتمع وتتفرغ جهات ومؤسسات مهمة لتنفيذ مخطط تفريغ الإعلام من مضمونه الجاد الذي يعكس نبض الناس إلى إعلام عبثي يخلط الأوراق ويضلل الشعب.!!