«كانت بتحب تأخد دش قبل ما تخرج للزوار.. والرز باللبن أكلتها المفضلة» هو واحد ممن قرروا الهرب من سوء معشر «ولاد آدم» واختاروا الاندماج في عالم الحيوان؛ لعلهم يجدون في صحبتها ما افتقدوه في البشر، فالوفاء وطيب المعشر سمات أساسية ذكرها كل من أحب الحيوانات. عم صالح.. العامل في حديقة حيوان الجيزة، قضى حياته بين أقفاص الحيوانات، فمن بيت الزواحف انتقل لحراسة الحمار الوحشى، ثم الفيل الأفريقى، فالزرافة قبل أن يستقر حارسًا أمينًا لكريمة أنثى الفيل الآسيوى التي نفقت قبل شهر، بعد رحلة صداقة وحراسة استمرت نحو 10 سنوات.. وصفها «عم صالح» بالعشرة الجميلة التي لم تعرف خيانة أو غدرا. رغم وزنها الثقيل -3 أطنان- إلا أن استجابتها كانت متميزة عن غيرها من الحيوانات، عوضا عن حبها للأطفال وزوار الحديقة بشكل عام واعتيادها عليهم». وعن تفاصيل يوم نفوقها، روى عم صالح قائلا: وجد المسئولون عن الحديقة «كريمة» ملقاة على جانبها، وهى التي لم تنم خلال السنوات الأخيرة على الأرض، بسبب إصابة مزمنة قى ساقها جعلتها في وضع الوقوف دائمًا، كأن واحدا من عيالى مات، ف«كريمة» احتلت في نفسى موضعا أكثر من أبنائي. استرجع «عم صالح» روتين يومه مع كريمة قائلا: «كانت بتحب تاخد دش كل يوم الصبح، أول ماتخرج من المبيت وتاكل 5 كيلو عسل غير الجزر والبطاطس والخس والعيش، غير أنها كانت بتحب أوى الرز باللبن»، ولا يخفى حارس الفيل الآسيوى رغبته في أن تحضر الحديقة فيلا من نفس نوعية كريمة مرة أخرى، بعد أن أصيب العديد من الزوار بصدمة بعد نفوقها. رغم الفراق يشعر صالح أن كريمة مازالت موجودة من حوله، تطوف في مكانها وتلقى على نفسها البرسيم، وتلعب مع الأطفال وتستجيب لتوجيهاته.