تفاقم الأزمة السياحية التي تواجهها مصر وتخاذل حكومة المهندس شريف إسماعيل في اتخاذ خطوات جادة لمساندة القطاع السياحى أدى إلى كوارث كبيرة لكبار المستثمرين السياحيين، الذين كان يتوقع الخبراء أنهم من الممكن أن يصمدوا أمام الانحسار السياحى حتى عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية. التجاهل الحكومى لإيجاد حلول واقعية وناجزة لأزمات القطاع السياحى دفعت حامد الشيتى الذي يعد أكبر مستثمر سياحى مصرى بشرم الشيخ لإغلاق 13 فندقا من بين 14 فندقا يمتلكها، كما قام هشام علي رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء بإغلاق 3 فنادق من بين 4 فنادق يمتلكها في مدينة السلام. وفى سياق سيناريو الإغلاق، قام أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال بإغلاق فندق «لجونا فيستيا» الذي كان من أكثر الفنادق شهرة ومستوى جودة في الخدمات، كما أغلق نصف فندق «مكسيكانا». كما قام كامل أبوعلي المستثمر السياحى المعروف بإغلاق فندقه بشرم الشيخ كما قام حسام الشاعر بإغلاق فندقه بشرم أيضا وهو رئيس غرقة شركات السياحة الأسبق ووكيل شركة تيوى التي تعد من أكبر الشركات العالمية لتنظيم الرحلات السياحية. وتعقيبا على هذه الخطوات، قال محمد عباس عضو جمعية مستثمرى جنوبسيناء: "80 % من فنادق خليج نعمة أغلقت أبوابها بالكامل وهناك عدد كبير من فنادق شرم الشيخ يعمل بطاقة لا تمثل 10%، والأزمة استطاعت تحويل عدد كبير من فنادق شرم الشيخ إلى خرابات تحتاج إلى إعادة هيكلة حتى يمكن إعادتها مرة أخرى للخدمة". "عباس" أضاف قائلا: "حالة التردى التي وصلت إليها الفنادق والقرى السياحية في شرم الشيخ جعلت منظمى الرحلات يخبرون المستثمرين بشرم أنه حتى إذا تم رفع الحظر عن السفر إلى مصر وإلى شرم الشيخ تحديدا فإنه سيكون صعبا عليهم أن يغامروا بتنظيم رحلات إليها في ظل حالة فنادقها السيئة التي أصبحت عليها في الوقت الراهن". كما أكد عضو جمعية مستثمرى شرم الشيخ أن ممارسات الحكومة تجاه المنشآت السياحية تساهم في تفاقم الأزمة السياحية التي تواجهها مصر، والتي أدت إلى تدهور الاقتصاد القومى المصرى، وتابع قائلا: "في الوقت الذي أعلن فيه رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل تأجيل تحصيل الضرائب والكهرباء وكافة الرسوم الحكومية من الفنادق والمحال السياحية في شرم الشيخ التي تواجه حصارا سياحيا سياسيا نجد أن الجهات الحكومية المعنية تضرب بقرار رئيس الوزراء عرض الحائط وتطالب الفنادق بتسديد الرسوم المختلفة". "عباس" في سياق حديثه أوضح أيضا أن مصلحة الضرائب في شرم الشيخ طالبته بتسديد الضريبة العقارية عن الفندق الذي يمتلكه عن عام 2015، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وزارة الكهرباء تطالب أصحاب الفنادق والمحال في شرم الشيخ بسداد فواتير الاستهلاك وتهدد بقطع التيار الكهربائى. كما كشف أيضا أن الأمر الذي أحزن جميع المستثمرين سواء المتضررين أو غير المتضررين هو تهديد محافظة جنوبسيناء بالحجز على الفنادق والمحال والمطاعم في شرم الشيخ بسبب رسوم إشغالات الطريق أمام الفنادق والقرى السياحية والمحال. وأشار "عباس" إلى أن محافظة جنوبسيناء والمحافظ اللواء خالد فودة من المسئولين الذين يدركون حجم المعاناة التي تعيشها المنشآت السياحية في شرم الشيخ، وكان يجب على المحافظ مطالبة الجهات الحكومية المختلفة بدعم تلك المنشآت لحين انتهاء الأزمة بدلا من القيام بالحصول على أحكام قضائية على الفنادق والمحال بسبب التأخر في دفع رسوم إشغالات الطريق. وعن الخطوة التي اتخذتها الحكومة والمتعلقة بإنعاش السياحة الداخلية، ودفع المصريين لزيارة الأماكن السياحية، قال "عباس": "العمالة التي كانت موجودة في الفندق الذي أمتلكه تركت العمل بسبب السياحة الداخلية ورفضوا العودة بسبب الإهانات التي وجهها لهم النزلاء بالفندق من المصريين كما أن السياحة العربية لم تأت بالقدر الذي يمثل 20% من الجهود الترويجية والتي تكلفت الملايين دون جدوى فنحن في ذروة موسم السياحة العربية خلال الصيف ونسبة الإشغالات الفندقية بالفنادق القليلة التي ظلت تعمل لا تتعدى 20%.. إذن نحن أمام كارثة محققة للقطاع السياحى الخاص بجميع منشآته والحكومة تحالفت مع الغرب للقضاء على السياحة في مصر". في ذات السياق، قال ثروت عجمى، عضو غرفة شركات السياحة بجنوب الصعيد: "فنادق الأقصر أصبحت خاوية على عروشها منذ توقف رحلات مصر للطيران من لندن وباريس، وجميع الإجراءات التي تقوم بها وزارة السياحة لتنشيط السياحة الثقافية لم تحقق أي جدوى للسياحة بجنوب الصعيد بل على العكس الوضع يزداد سوءا". وفيما يتعلق ب"السياحة العربية"، قال "عجمى": "كافة المبادرات لتنشيط السياحة الداخلية والعربية أثبتت فشلها ليس في الأقصر وأسوان فقط إنما في شرم الشيخ أيضا التي استهدفتها تلك المبادرات خلال الموسم السياحى الصيفى الحالى، مع الأخذ في الاعتبار أن أصحاب الفنادق في شرم الشيخ يؤكدون أن خسائر السياحة الداخلية أكبر من خسائر إغلاق الفنادق لأن المواطن يسبب خسائر بالفندق أكبر من المبالغ التي يدفعها في الرحلة". وطالب "عجمى" الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضع منظومة لإصلاح السياحة المصرية تبدأ بتصحيح أخطاء وزارة السياحة التي تقوم بإجراءات عديدة وتنفق أموالا طائلة دون جدوى وعلى رأس تلك الأخطاء دعم الطيران العارض الذي يتكلف الملايين دون أن تتحقق نتيجة على أرض الواقع وكذلك بالنسبة لدعم المنشورات التي تطبعها شركات تنظيم الرحلات بالأسواق السياحية لبيع برامجها إلى جميع دول العالم لماذا نقوم نحن بدعمها وهناك حظر سياحى وعزوف عن زيارة مصر. عضو غرفة شركات السياحة بجنوب الصعيد، أنهى حديثه بقوله: "بدلا من إنفاق ميزانية الترويج على موضوعات غير مجدية الأولى قيام وزارة السياحة بإنشاء شركة الطيران الخاصة التي تم الإعلان عنها وقت أن كان هشام زعزوع وزيرا للسياحة، لأن المشكلة الرئيسية التي تواجه عددا من الأسواق السياحية التي لم تفرض حظر سفر على مصر هي عدم وجود طيران للربط بين تلك الدول ومناطق مصر السياحية.