( لن نتحدث عن سد النهضة ومدى تأثيره في حصة مصر من مياه النيل.. ولن نتعرض إلى المفاوضات ما بين مصر وإثيوبيا بشأنه فهذا دور حكومة المهندس شريف إسماعيل التي من المفترض أن تدير أزمة ملف السد بشكل يحفظ حقوق جميع الأطراف ولا نستهين بحجم الأزمة التي أصبحت على الأبواب وبخاصة عندما ظهرت إسرائيل من خلال زيارة نتنياهو لدول منابع النيل، وهو ما يؤكد ويعطي دليلًا قاطعًا بأن الدولة العبرية تلعب دورًا في الأزمة الحالية والتي من المتوقع أن تتفاقم في الفترة القادمة ونحصد سلبيات ضعف حكومة وفشل دبلوماسي وعدم قدرة على اتخاذ قرار يحفظ حقوق مصر والمصريين من مياه النيل.. كل هذا لن نتحدث عنه ولكن حددنا خطورته وكشفنا مؤامرة إسرائيل والغرب ضد مصر وطالبنا القيادة السياسية بأن تتحسس الخطي وتتخذ خطوات إيجابية لحل الأزمة وعدم التفريط في نقطة مياه.. إنما نتحدث اليوم عن مأساة المصريين في كيفية الحصول على شربة ماء نظيفة وهذا أبسط حقوقهم من الدولة والحكومة التي تثبت كل يوم أنها غير قديرة بتحمل المسئولية نحو وطن قام شعبه بثورتين عظيمتين من أجل النمو والرخاء والقضاء على الفساد.. المواطنون يصرخون ويستغيثون لإنقاذهم وأولادهم من الموت عطشًا وما يثير الدهشة والخجل معًا أن المسئولين يطالبونهم بشراء المياه المعدنية دون أن يقدروا أحوالهم المادية.. هذه القرى في محافظات بني سويف والغربية والدقهلية المياه مرفوعة من الخدمة من أكثر من شهرين وعندما تصل المياه لمدة نصف ساعة فجرًا لا يقدر المواطن أن ينظر إلى لونها.. المهندس ممدوح رسلان رئيس شركة المياه والصرف الصحي يعترف بأن هناك تقصيرًا ولكن حان الوقت للدولة أن ترصد مبالغ مالية للمياه والصرف الصحي والبدء في مشروعات حيوية للقضاء على أزمة العطش التي إجتاحت قرى ونجوع وجه قبلي ووجه بحري...