لا تكاد السياحة تخرج من مأزق حتى تقع في «دحديرة» ويزيد الطين بلة في هذا القطاع سلسلة السياسات الخاطئة التي تتبعها وزارة السياحة في إدارة الملف، وفى مقدمتها نظام الإقامة الشاملة المعروف باسم «الأونكلوزيف»، ويطبقه الفنادق والقرى السياحية في جميع مناطق مصر السياحية باستثناء القاهرة. 10 سنوات هي عمر مبادرة تنشيط السياحة العربية لمواجهة الكساد الذي تعانى منه مصر، عبر طرح برامج في السوق العربية تشمل الإقامة بوجبة الإفطار فقط، في خطوة اعتبرها الخبراء بداية حقيقية لاسترداد اقتصاديات صناعة السياحة المصرية وإعلان الحرب على الإقامة الشاملة التي تسببت في القضاء تمامًا على الأنشطة السياحية المكملة من مطاعم ومحال، خصوصًا بشرم الشيخ والغردقة. «إلهامى الزيات - رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحة» قال إنه طبقًا لنظام الإقامة «الأونكلوزيف» فإن إقامة السائح تتيح له تناول جميع الأغذية والمشروبات بها فيها الكحولات منذ السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، وبالتالى فإن السائح لا ينفق أي أموال سواء داخل الفنادق أو خارجها. ورأى الزيات أن هذا النظام يجعل السائح يدفع تكلفة الرحلة بالكامل لمنظمى الرحلات والذين يتولون بدورهم محاسبة الفنادق طبقًا للاتفاق، وغالبا ما يكون بأسعار منخفضة للغاية (40 دولارا للغرفة المزدوجة)، مشيرًا إلى أنه بهذا النظام فإن غالبية الربح من الرحلة يذهب لمنظميها وليس لمكونات المنتج السياحي، وعلى رأسها المطاعم والمحال والكافيهات. أما «عمرو صدقى - عضو مجلس النواب» فأشار إلى أن سياسة الإقامة الشاملة المنتشرة بشكل كامل في جميع منتجعات مصر السياحية تمثل ضررًا بالغًا على الاقتصاد بمفهومها الشامل، وأدت إلى انخفاض معدل إنفاق السائح بشكل كبير وفقدان عناصر عديدة من الرحلة السياحية القائمة على خروج السائحين والتجول بالمدينة التي يزورنها والتعرف على الأماكن المختلفة دون أن يخلق مواقف وذكريات تجعلهم يكررون الزيارة مرات عديدة ولكن كل ذلك قضى عليها «الأونكلوزيف» الذي يجعل السائح حبيس الفنادق خلال رحلتها. «صدقي» حذر من تسبب هذا النظام في حدوث كساد داخل المنشآت السياحية بالمنتجعات، مثل شرم الشيخ والغردقة فالمطاعم والمحال تعانى أزمة حتى في ظل وجود سائحين بالفنادق وارتفاع نسبة الإشغالات، مؤكدًا أن هناك محاولات عديدة من قبل وزارة السياحة ومنظمات القطاع السياحى الخاص للقضاء على ظاهرة الإقامة الشاملة وتطبقها في أضيق الحدود مثل وجود مؤتمر أو استضافة بطولات لتحقيق الهدف الاقتصادى من الراوج السياحي. من جانبه، رحب رمضان الجارحى رئيس رابطة مطاعم خليج نعمة بما قامت بها المبادرة العربية من قصر الإقامة بالفنادق على الإفطار فقط، مؤكدًا أن تلك الخطوة تعد بداية عملية للقضاء على ظاهرة الإقامة الشاملة التي دمرت اقصاديات السياحة المصرية. «الجارحي» طالب كلا من وزير السياحة يحيى راشد ومحافظ جنوبسيناء خالد فودة بعقد اجتماع موسع مع جمعيات المستثمرين بالمناطق السياحية لحث الفنادق والقرى السياحية على إلغاء نظام الأونكلوزيف، حتى تستطيع السياحة تحقيق دورها الاقتصادى بالمناطق السياحية. ولفت إلى أن ذلك يحقق مصلحة الفنادق والقرى أيضا لأن السائح خلال تواجد بالفنادق سيقوم بشراء المشروبات والأغذية ويدفع للفنادق مباشرة مما يؤدى إلى ارتفاع إنفاق السائح بالفنادق وزيادة الدخل السياحي.