كان رئيس وزراء بريطانيا المستقيل ينوى أن يخلع نهائيًا في شهر أكتوبر المقبل، بعد مؤتمر حزب المحافظين السنوى وطبعًا بعد انتخاب زعيم للحزب يخلفه، وذلك لأنه وعد أن يستقيل إذا صوت الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.. سياسي شريف محترم وعد ونفذ وفشل وذهب.. وبالمناسبة أنا مدعو لحضور هذا المؤتمر وكنت أنوى أن أعطي صوتى "لتريزا ماي".. كان هناك احتمال أن يخلف كاميرون عضو مجلس النواب والعمدة السابق للندن، وهو في رأيي صايع وذهب إلى الأرض المحتلة وأيد الصهاينة ضد أصحابها الإخوة وكان هناك وزير المالية أيضًا لكن اقتصر الأمر على سيدتين.. انسحبت إحداهما لتفسح الطريق إلى لتريزا وتم الأمر وأصبحت رئيسة الوزراء.. وبذلك يحكم بريطانيا وألمانيا سيدتان وقد يحدث أيضًا في أمريكا، ويبدو أن هذا زمن النساء وحتى الآن أبلون بلاءً حسنا. وتبدأ تريزا مهام عملها فورًا بعد تكليفها من قبل الملكة وليس للملكة خيار عليها أن تكلف زعيم حزب الأغلبية الذي اختاره نواب الحزب وذلك لزوم الديمقراطية العريقة التي تتميز بها المملكة المتحدة البريطانية، والتي تحترم شعبها وتنفذ إرادته.. والسيدة تريزا زوجة وست بيت ويبدو أنها سى السيد بمعايير مصرية لكنها خريجة جامعة عريقة مثل سابقيها وكانت وزيرة الداخلية ست سنوات وعضو برلمان نحو عشرين عامًا عمرها نحو الستين يعني خبرة عميقة في السياسة والحزب ولم تأت من البيت مباشرة إلى الوزارة أو بالكوسة أو لأنها صديقة الست إنما جاءت بالانتخاب الحر المباشر وحاصلة على ثقة نواب الشعب في إدارة الدولة مستقبلا.. وطبعًا هي تقارن بالسيدة تاتشر التي حكمت بريطانيا 13 عامًا لكنها اغترت وقيل إنها كانت الرجل الوحيد في الوزارة ومع أنى لم أكن مؤيدًا إلا أنها كانت من أنجح السياسيين انتشلت بريطانيا من عثرتها الاقتصادية قبل أن يطلق عليها رجل أوروبا المريض ويقال إنها كانت تطلق على بعض وزرائها "عيال" مع استعمالها شنطة يدها في إسكاتهم ويقال إن سبب خسارتها آخر انتخاب أنها استكبرت وكانت ضد حرب العراق الأولى ورتب لها أنكل سام مهموزا.. ويتوقع الخبراء أن تهدأ العواصف السياسية ويعود الإسترليني الارتفاع ضد الدولار، وقالت تريسا إنها قد شرفت بالمسئولية وقبلتها بكل تواضع وطالبت بوحدة الأعضاء ووعدت بالخروج الآمن من الاتحاد الأوروبى ووحدة بريطانيا والعمل على أن تظل المملكة المتحدة في المقدمة.. ليتنا نتعلم ولو قليلا..